عن أن يكون حفظ الشعر أغلب على قلب الإنسان ، فيشغله عن حفظ القرآن وعلوم الدين حتّى يكون أحضر حواضره وأكثر خواطره ، فشبّهه ( صلى الله عليه وآله ) بالإناء الذي يمتلئ بنوع من أنواع المائعات ، فلا يكون لغيره فيه مسرب ولا معه مذهب . وقال بعضهم : إنّما هذا في الشعر الذي هُجي به النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) خصوصاً [1] . وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « ثمّ أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها » [2] . ورية النار : ما تُوري به عوداً كان أو غيره . يقال : وَرِيَ الزّنْدُ يَرِي ، وَورَى يَرِي ويَوْرَى وَرْياً وورُيّاً ورِيةً ، وهو وار ووَريٌّ : اتقد [3] . وأوري ، بالألف : إذا أخرج ناره [4] . ومن هذا جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : « حَتّى أوْرَى قَبَسَ القَابِسِ ، وأَضَاءَ الطّرِيقَ لِلْخَابِطِ » [5] . أي قدح زناد الأفكار حتّى أظهر أنوار العلوم منها للمقتبسين ، واستعار لفظ القبس لنور العلم والحكمة ، ولفظ الورى لإظهار الرسول لتلك الأنوار في طريق الله [6] .
[ وزر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له : « وإنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ القَدَرُ وأنْتَ مَأْزُورٌ » [7] .
الوِزر : الحمل الثقيل ، والوزر : الذّنْب لِثَقله ، وجمعهما أوزار . والآثام تُسمّى أوزاراً لأنّها أحْمال تثقله . ووزَرْتُ الشيء أزِرُه وزْراً ، أي حملته [1] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) [2] . ومنه سُمّي الوزير ، لأنّه يحمل وِزْرَ صاحبه ، أي : ثقله . والوِزْر : ما يُعدُّ للحرب [3] . وقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعليّ ( عليه السلام ) : « إنّك تَسْمَعُ مَا أسْمَعُ ، وتَرَى ما أَرى ، إلاّ أنّك لُستَ بِنَبيّ ، ولكنّك لَوَزيرٌ ، وإنّك لَعَلى خَيْر » [4] . أراد أنّه معين له وناصره في رسالته .
[ وزع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن التحكيم في صفّين : « قوْم حَيَارَى عَنِ الحَقّ لا يُبصِرُونه ، وَمُوزَعِين بالجَوْرِ لا يَعْدِلُونَ بِهِ » [5] .