« واللّهِ لَئِنْ بقِيْتُ لَهُمْ لأنْفُضَنَّهم نَفْضَ اللَّحَّامِ الوِذَامَ التَّرِبَةَ » [1] .
الوِذام : الكَرِش والأمعاء ، الواحدة وَذَمة مثل ثمرة وثِمار . قال الأصمعي : هو نَفض القصّاب الوِذام التَّرِبة ، والتربة : التي قد سقطت في التراب فتترّبت ، فالقصّاب يَنْفُضها . وأراد بالوِذام الحُزز من الكَرِش والكبد الساقطة في التراب ، والقصّاب يبالغ في نفضها ، قال : ومن هذا قيل لسيور الدلاء ، الوَذمُ لأنّها مقدّدة طِوال . وقيل : هي غير الكرش من البطون . والوذمة : التي أخمل باطنها ، والكروش وَذَمة لأنّها مُخْمَلةٌ ويقال لخملها الوذم [2] .
[ ورث ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « أَرَى تُراثي نَهْباً حتّى مَضَى الأوّلُ لِسَبيله فأَدْلَى بها إلى فُلان بَعْدَه » [3] .
التراث : تركة الميراث ، وتاؤه واو ، ولا يجمع كجمع المواريث [4] . وأراد بالتراث حقّه من الإمامة وخلافة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الذي ورثه عنه ( عليه السلام ) بنصّه وإشارته [5] . فهو ميراثه من اللّه . فأدلى بها : أراد تسليمها إلى الثاني . من قولهم : دلوتها وأدليتها ، إذا أرسلتها في البئر لتستقي بها ، أُدليها إدلاءً . ومنه قولهم : جاء فلان بالدَّلْو ، أي بالداهية ، قال الراجز :
يحملن عَنْقاء وعَنقفيرا * والدَّلْو والدّيْلَم والزّفيرا [1] ومنه الخبر المروي في حديث الاستسقاء : « وقد دلونا به إليك مستشفعين به » . دَلونا : أي توسّلنا ، وهو من الدلو لأنّ الدلو يُتوصّل به إلى الماء . والشخص المراد هو العبّاس بن عبد المطلب [2] .
[ ورد ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وَدَهِمَتْكُم مُفْظِعَاتُ الأمُورِ ، والسِّيَاقَةُ إلى الوِرْد المَوْرُودِ » [3] .
الوِرْد : الحظ من الماء ، وكثر ذلك حتّى قيل للقوم الذين يردون الماءَ وِرْداً [4] .
ثمّ يُستعمل في غيره ، واستُعمل في النار على سبيل الفظاعة [5] . وأراد ( عليه السلام ) هنا هو المحشر . ومفظعات الأُمور إشارة إلى ما يهجم