مذهب العرب ، فإنّ العرب تقول : من عرف طريقاً فكأنّما سلك نصفه ، والمراد أنّ معرفة الطريق ينفع في سلوكه نفعاً تامّاً [1] .
[ ودع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « مَا أخسَرَ المَشَقّةَ وَرَاءَهَا العِقَابُ ، وأرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَها الأمَان مِنَ النَّارِ » [2] .
الدَعة : الخفْضُ في العيش والراحة ، والهاء عوض من الواو [3] . وقد وصف ( عليه السلام ) عذاب الإنسان في الآخرة : « لا فترةُ مُريحَةٌ ، ولا دَعَةٌ مُزيحَةٌ » [4] . أراد تزيح التعب وتدفعه عنه . ومنه جاء حديث الصادق ( عليه السلام ) : « عليكم بالدَّعة والوقار والسكينة » [5] . الدَّعة : من وقار الرجل الوديع . وودعَ الشيءُ يَدَعُ واتّدعَ ، كلاهما سكن . وقولهم : عليك بالمودوع ، أي بالسكينة والوقار [6] . والموادعة : المُنَاطَقةُ ، والمصالحة أيضاً [7] . ووصف الصادق ( عليه السلام ) الدّعة بقوله : « وأمّا الدعة فموجودة في خفّة الحمل ، فمن طلبها في ثقله لم يجدها » [8] .
وأودعته شيئاً أودِعه إيداعاً ، فأنت مودِع والشيء بعينه مُودَع ، ويُسمّى الشيء الموْدَع : وديعة [9] . وقد سمّى عليّ ( عليه السلام ) آدم ( عليه السلام ) وديعة اللّه بقوله : « واسْتَأدَى اللّهُ سُبْحَانه الملائِكَة َوَدِيْعَتَهُ لَدَيْهِمٌ ، وعَهْدَ وَصِيّته إلَيْهم ، في الإذْعَان بالسُّجُودِ لَهُ » [1] .
[ ودق ] في دعاء عليّ ( عليه السلام ) للاستسقاء : « وأَنْزِل عَلَيْنَا سَمَاءً مُخْضِلةً ، مِدْرَاراً هَاطِلَةً ، يُدَافِعُ الوَدْقُ مِنْهَا الوَدْقَ » [2] .
الوَدْقُ : المطر كُلُّه ، شديده وهيُّنه . وسحابة وادقة ، وقلّما يقال : وَدَقتْ تَدِقُ [3] . وسُمّي المطر بالودْق لأنّه يَدِقُ ، أي يجيء من السماء . والمودِقُ : المأتَى والمكان الذي تقف فيه آنساً ، ومنه أتان وديق ، إذا أرادت الفحل ، كأنّها تأنس إليه وتستأنسه [4] . ومن المجاز : حربٌ ذات وَدْقين ، شُبّهت بسحابة ذات