وهامّة : من قولهم : همَّ بالشيء يهُمُّ هماً ، إذا عزم عليه أو حدّث به نفسه . وهمّه الحزنُ والمرض ، إذا أذابه ، وهو من قولهم : هَمَمْتُ الشحمةَ في النار ، إذا أذَبْتَها ، فما خرج منها فهو الهاموم . ويقال لما ذاب من البرَد : الهُمَام . ومن ذلك قولهم للشيخ : هِمٌّ ، كأنّهم أرادوا نحوله من الكبر . وأهمّني الشيء يُهِمُّني ، إذا أحزنني ، فأنا مُهَمٌّ ، بفتح الهاء ، والشيء مُهِمٌّ ، بكسر الهاء . قال ابن دريد : فأمّا الهِمّة التي يجيلها الإنسان في خَلَده ، وهو اتساع هَمِّه وبُعد موقعه فمن هذا اشتقاقها [1] . وأهمّني كذا ، أي حملني على أن أهمَّ به [2] . والهامة : أعلى الرأس [3] . ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) : « لو أَشْرَعَت الأسِنّة إليهم ، وصُبّت السُّيوفُ عَلى هَامَاتِهم » [4] . والهوامّ : حشرات الأرض ، سُمّيت لهميها ، أي دبيبها [5] . وفيها جاء حديثه ( عليه السلام ) : « عَالِمُ السِّرّ مِنْ ضَمَائِر المُضْمِرينَ . . ومَصَائِفُ الذّرِّ ، وَمَشَاتِي الهَوَامِّ » [6] . وقوله ( عليه السلام ) في الشكوى : « جرّعتموني نُغَب التهمام » [7] . أراد بها الهمّ والغمّ المضاعف [8] وقوله في وصف الملائكة : « وَلاَ اقتسمتهم أخياف الهمم » [9] من إضافة الصفة إلى الموصوف . أي : أخذتهم الهمم . وروي الهم [10] .
[ همن ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى أهل مصر : « أمّا بَعْد ، فَإنَّ اللّهَ سُبْحَانَه بَعثَ مُحمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) نَذيراً لِلعَالَمِينَ ، ومُهَيْمِناً على المُرْسَلِينَ » [1] .
المهيمن : الشّهيدُ والرقيب [2] . وهو كقوله تعالى : ( ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) [3] . ومعنى ثان له أنّه اسم مبنيٌ من الأمين ، والأمين اسم من أسماء اللّه ، ثم بُني كما بُني المبيطر من البيطَرِ والبيطار . وكأنّ الأصل فيه مؤيمن فَقلبت الهمزة هاء كما قُلبت همزة أرقت وأيهات ، فقيل : هرقت وهيهات [4] . وكان ( صلى الله عليه وآله ) شاهداً على كلِّ نبيٍّ كان قبله بالإرسال لأنّه علم