ومن المجاز كتاب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية : « وأُقْسِمُ باللهِ إنّه لَوْلا بَعْضُ الاسْتِبقَاءِ لَوَصَلَتْ إليك مِنّي قَوارعُ تَقْرَعُ العَظْمَ ، وتَهْلِسُ اللّحْمَ » [1] .
[ هلل ] قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ما من مهلٍّ يهلُّ في التلبية إلاّ أهلَّ مَنْ عن يمينه من شيء إلى مقطع التراب ، ومن عن يساره إلى مقطع التراب . وقال له الملكان : أبشر يا عبد اللّهُ ، وما يبشّر اللّه عبداً إلاّ بالجنّة » [2] .
الإهلال : يقال : أهل المُحْرِمُ : رفع صوته بالتلبية عند الإحرام ، وكلّ مَنْ رفعَ صوته فقد أهلّ إهلالاً . وأهل الرجلُ : رفع صوته بذكر اللّه تعالى عند نعمة أو رؤيةِ شيء يعجبه [3] . ومن هذا جاء حديثه ( عليه السلام ) عن حجّاج بيت اللّه : « ذُلُلاً يُهَلّلُونِ للّهِ حَوْلَه » [4] . وأصل الإهلال رفع الصوت عند رؤية الهلال ، ثمّ استعمل لكلِّ صوت ، وبه شبّه إهلال الصبيّ . وقيل : الإهلال والتهلل أن يقول : لا إله إلاّ اللّه ، ومن هذه الجملة ركّبت هذه اللفظة كقولهم : التبسمل والبسملة والتحولق والحوقلة [5] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) في المرأة التي استعدت على أعرابي قد أفزعها فألقت جنيناً ، فقال الأعرابي : لم يُهل ولم يصح ومثله يُطلّ [1] . ومن هذا يفسّر الخبر المروي عن سُحَيم ، لما نافر غالباً ونحروا الإبل ، بأنّ علياً نادى : « لا تأكلوا من لحومها وإنّما أُهلّ بها لغير الله » [2] .
[ همج ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الناسُ ثلاثة : فَعالم رَبَّاني ، ومُتَعلّمٌ على سَبيل نَجاة ، وهَمَجٌ رَعَاع أتباعُ كُلِّ ناعق » [3] .
الهَمَج : جمع هَمَجة ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحُمُرُ والإبل وأعينها . وقال الليث : الهمج : كلّ دود ينفقىءُ عن ذُباب أو بعوض ، ويقال لرُذالة الناس : همج . قال ابن خالويه : الهَمَجَ الجوع وبه سُمّي البعُوض ، لأنّه إذا جاع عاش ، وإذا شبع مات . وقيل : الهمج : الأخلاط ، وقيل : هم الهَمَلُ الذين لا نظام لهم ، وكلّ شيء تُرِك