responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة النظر في غريب النهج والأثر نویسنده : عادل عبد الرحمن البدري    جلد : 1  صفحه : 863


وفي حديث مواقيت الصلاة : « أنّه نوّر بالفجر » . أي صلاّها وقد استنار الأفق كثيراً . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) « نائرات الأحكام ، ومُنيرات الإسلام » . النائرات : الواضحات البيِّنات ، والمُنيرات كذلك . فالأُولى من نار ، والثانية من أنار ، وأنار لازم ومُتَعَدٍّ [1] . ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) عن الإسلام : « مُشْرَفُ المَنَارِ » [2] . استعار لفظ المنار ، وهي الأعلام والمصابيح ، لأئمّة الدين ، والمشرف لعلوّهم [3] . وفيه : « لا تستضيئوا بنار المشركين » . أراد بالنار هاهنا الرأي ، أي لا تُشاوُروهم . فجعل الرأي مثلاً للضّوء عند الحيرة [4] . وباعتبار الوضوح والدلالة في الوجود عليه جلّ وعلا قال عليّ ( عليه السلام ) : « نَحْمَدُهُ عَلى عَظِيمِ إحْسَانِه ، ونَيّرِ بُرْهَانِه » [5] .
وفي أسمائه تعالى النور ، والنور معناه المنير ، ومنه قوله تعالى : ( الله نُورُ السَّماواتِ والأرْضِ ) [6] . أي منير لهم وآمرهُم وهاديهم ، فهم يهتدون به في مصالحهم كما يهتدون في النُّور والضياء . وهذا توسّعٌ إذ النور الضياء والله عزّ وجلّ مُتعال عن ذلك عُلُواً كبيراً ، لأنّ الأنوار مُحْدثةٌ ومُحْدِثُها قديم لا يُشبهه شيءُ . وعلى سبيل التوسّع قيل : إنّ القرآن نورٌ لأنّ الناس يهتدون به في دينهم كما يهتدون بالضياء في مسالكهم ، ولهذا المعنى كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) منيراً [1] . ولما كان أهل البيت ( عليهم السلام ) ورثة الهدى جاء قول علي ( عليه السلام ) مشيراً لآل النبيّ : « المَنَارُ مَنْصُوبَةٌ » [2] من ذلك . وجاء في الخبر عن عليّ : « كان الله تعالى ولا شيء فأوّل ما خلق نور حبيبه قبل أن يخلق الماء والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنّة والنار والحجاب والسحاب . . . » [3] . ومن هذا الخبر جاء قول الحافظ رجب البرسي : إنّ الحيّ القيوم جلّ اسمه فضّل الحضرة المحمدية أن جعل نورها هو الفيضُ الأوّل ، وجعل سائر الأنوار تشرق منها وتتشعشع عنها . . . إلى أن قال : محمّدٌ وعليٌّ نور واحد قديم ، وإنّما انقسما تسميةً ليمتاز النبي عن الوليّ كما امتاز الواحد عن الأحد ، فكلّ أحد واحد ولا ينعكس ، وكذا كلّ نبيّ وليّ



[1] النهاية 5 : 125 ( نور ) .
[2] نهج البلاغة : 153 خطبة 106 .
[3] اختيار مصباح السالكين : 251 .
[4] النهاية 5 : 125 ( نور ) .
[5] نهج البلاغة : 260 ضمن خطبة 182 .
[6] النور : 35 . (
[1] التوحيد للصدوق 213 باب أسماء اللّه تعالى . (
[2] نهج البلاغة : 119 خطبة 87 . (
[3] الأنوار في مولد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) للبكري : 5 .

نام کتاب : نزهة النظر في غريب النهج والأثر نویسنده : عادل عبد الرحمن البدري    جلد : 1  صفحه : 863
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست