سقط ، وهو من الأضداد [1] . ومن هذا جاء حديث الباقر ( عليه السلام ) ثلاثة من عمل الجاهلية : « الفَخْر بالأنساب ، والطَّعْن في الأحساب ، والاستسقاء بالأنواء » [2] . وإنّما سُمِّي النجم نوءاً لأنّه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناءَ الطالع بالمشرق بالطلوع ، وهو ينوء نوءاً ، وذلك النهوض هو النوء ، فسُمّي النجم به . وكذلك كلّ ناهض بثقل وإبطاء فإنّه ينوء عند نهوضه ، وقد يكون النَّوء السقوط . قال اللّه تعالى : ( ما إنّ مَفَاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبَةِ ) [3] . وقال ذو الرِّمة يذكر امرأة بالعِظَم :
تنوء بأخراها فلأياً قيامُها * وتمشي الهوينا من قريب فتبهر [4] ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) : « وما تَسقُطُ مِنْ وَرَقَة تُزِيلُهَا عَنْ مَسْقَطِهَا عَوَاصِفُ الأَنْوَاءِ ، وانْهِطَالُ السَّمَاءِ » [5] . وإنّما أضاف العواصف إلى الأنواء ، لأنّ العرب تضيف الآثار العلويّة من الرياح والأمطار والحرّ والبرد إليها [6] .
[ نوب ] في الحديث : سُئل الحسن ( عليه السلام ) عن المروءة ، فقال : « العَفافُ في الدِّين ، وحُسْنُ التقدير في المعيشة ، والصَّبْرُ على النَائِبة » [7] .
النائبة : المصيبة ، واحدة نوائب الدهر . وهي ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث [1] . وقد نابه ينوبه نوباً . وانتابه ، إذا قصده مرّةً بعد مرّة ، ومنه الدعاء « يا أَرْحَم من انتابه المسترحمون » [2] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « نُؤْمِنُ به إيْمَاَن مَنْ رَجَاه مُوقِناً ، وأَنَابَ إلَيه مُؤمِناً » [3] من هذا . وقال ( عليه السلام ) واصفاً نفسه : « اللّهُمَّ إنّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ ، وسَمِعَ وأَجَابَ » [4] . وباعتبار العودة والرجوع إلى دين اللّه قال ( عليه السلام ) : « فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ إلى الحَقِّ » [5] .
باعتبار أنَّ الغلوّ يذهب بالإنسان شططاً . والنُّوب : النَّحل ، وسمّيت به لرعيها ونوبها إلى مكانها [6] .
[ نوت ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) واصفاً ذَنَب