والنهيك : المبالغ في جميع الأشياء [1] . ومنه حديث السجاد : « لا تنهكوا العظام فإنّ للجنّ فيها نصيباً » [2] . قال الأصمعي : النهك أن تبالغ في العمل ، فإن شتمتَ وبالغتَ في شتم العِرْض قيل : انتهك عِرْضه [3] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) لبُريد بن معاوية : « والله ما بَقيت لله حرمة إلاّ انتُهكت ، ولا عمل بكتاب الله ولا سنّة نبيّه في هذا العالم ، ولا أُقيم في هذا الخلق حدٌّ منذ قبض اللّه أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه » [4] . ورجل نهيك : أي شجاع كالأسد النّهيك . وسيف نهيك : ماض . والنُّهيْك : الحُرقُوص : الواحدة نُهَيْكةٌ . ومررت برجل ناهيك من رَجُل : أي انتهى في كماله إلى الغاية [5] .
[ نهل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في صفات المتّقين : « فَشَرِب نَهَلاً ، وسَلَكَ سَبيلاً جَدَداً » [6] .
النَّهَل : أوّل الشُرْب ، والناهل الريّان ، والذي قد شرب حتّى رَوي ، والأنثى ناهلة . والمنهل : المشرب ، ثمّ كثر ذلك حتّى سُمّيت منازل السفّار على المياه مناهل [7] . وقول أم سلمة لعائشة : « نَاصّة قلوصاً من منهل إلى آخر » [8] من هذا . وأنهلتُ الإبلَ ، هو أوّل سقيها ، ونَهِلت هي ، إذا شربت في أوّل الوِرْد ، نهلت الإبلُ نهِلاً ، وإبل نواهل ونهال ونَهل ونُهُول ونهِلة ونَهْلى . يقال : إبل نَهْلى وعلّى للتي تشرب النَّهَل والعلَل . وجمع الناهِل نَهَل مثل طالب وطَلَب ، وجمع النَّهَل نِهال مثل جبل وجِبال . قال الأصمعي : إذا أورد إبله الماء فالسقية الأُولى النَّهَل ، والثانية العَلَل [1] . وأراد ( عليه السلام ) من معنى النهل سبقه وفوزه لما أَعَدَّ نفسه من صالح الأعمال ، ومنه حديث الحوض : « لا يظمأ والله ناهله » . يريد من روِى منه لم يَعْطش بَعْده أبداً [2] . والنهْل من الأضداد ، يقولون للعطشان ناهل وكذلك للريّان ، وإنّما قيل للعطشان ناهل على التفؤُّل ، كما يقال المفازة للمَهْلكة على التفؤُّل [3] .
[ نهم ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن حاكم المسلمين :