[ نهب ] في الحديث : سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما الحدث ؟ قال : « من قَتل نفساً . . . أو انتهب نُهبةً ذات شرف . . الحديث » [1] .
النَّهْب : الشيء المُنْتَهَب ، وهو النُّهْبَى والنِّهاب [2] . وهو الغارة والسَّلْب ، والنَّهْب هو المنهوب تسمية بالمصدر . ويقال له النُّهَيبى والنُّهبة أيضاً [3] . وقول عليّ ( عليه السلام ) في الخطبة الشقشقية : « أَرَى تُرَاثِي نَهْباً » [4] . من ذلك .
[ نهبر ] في الحديث : « من جمع مالاً من نهاوش أذهبه الله في نهابر » .
النهابر : المهالك [5] . ونهاوش ضبطه ابن دريد ب « تهاوش » بالتاء ، وقال : أصحاب الحديث يقولون : نهاوش بالنون وهو خطأ . وقال : سُمّي ما يُنتهب في الغارة هَواشا . والهوش : القوم المجتمعون في حرب أو صخب ، وهم متهاوشون ، أي : مختلطون ، وجاءوا بالهوش والبَوش ، إذا جاءوا بالجمع الكثير [6] . والهوشة : الفتنة والاختلاط [7] . قال الزمخشري : جمع مالاً من مهاوش وتهاوش . وهاش الشيء وهوّشه : خلطه وجمعه من هنا وهناك [8] . قال الشريف الرضي : نهاوش مأخوذ من نهش الحيّة ، كأنّها تنهش من هنا ومن هنا ، لا تتقي منهشاً ولا تجتنب ملبساً . وذلك ضد قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « اطلبوا المال من حسان الوجوه » أي من وجوه المكاسب الطيّبة التي يحسُن الطلب منها ، ولا يُذمّ التعرّض لها .
ونهابر : أي في الوجوه المحرمة التي يضيع الإنفاق فيها ، ولا يعود إليه نفع بها ، وذلك مأخوذ من نهابر الرمل ، واحدتها نهبورة ، وهي وهدات تكون بين الرمال المستعظمة إذا وقع البعير فيها استرخت قوائمه ، ولم يكد يتخلّص منها . ويقال : حفر بين الآكام يصعب السلوك بها وتكثر المعاثر فيها ، فكأنّه عليه الصلاة والسلام شبّه ما يكسب من الحرام ، ويُنفق في الحرام بالشيء الواقع في عجمة الرمل لا يُرجى وجوده ، ولا يُنشد مفقوده [1] . وجاء في حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « النهبرة :