فيُجعل أعلاه أسفله ، ويقال للمائق : إنّه لَنِكْسٌ ، تشبيهاً بذلك [1] . ومن هذا كتب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية واصفاً طاعته : « يَرِدُهَا الأكْيَاسُ ، ويُخالِفُها الأَنْكَاسُ » [2] . ونُكِس المريضُ نكساً ، بالبناء للمفعول ، عاوده المرضُ ، كأنّه قُلِب إليه [3] . والقلبُ المنكوس : الذي لا يعي شيئاً من الخير ، وهو قلب الكافر ، كما قال الباقر ( عليه السلام ) [4] .
[ نكص ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) مع القوم : « تنكصون عند النزال ، وتفرّون من القتال » [5] .
النكوص : الإحجام والانقداع عن الشيء . يقال : نَكَصَ عن الأمر ينكِصْ وينكُص نكْصاً ونكوصاً : أحجم [6] . ونَكَصَ هو وأنكَصَهُ غَيْرُهُ [7] . وكتاب عليّ ( عليه السلام ) لعقيل جواباً لكتابه عمّن خرج عليه : « ونَكَصَ نَادِماً » [8] من ذلك . وحديث عليّ ( عليه السلام ) : « قدّم للوَثْبَةِ يَداً وأخَّر للنكوص رِجلا » . معنى النكوص : الرجوع إلى الوراء ، وهو كناية عن المكيدة في الحرب [9] .
وقوله تعالى : ( فَكُنْتُم عَلى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُون ) [10] . أي تدبرون وتستأخرون وترجعون القَهْقَرى ( 11 ) . وباعتبار الشكّ والتردد قال عليّ ( عليه السلام ) : « ومَنْ هَاله مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيهِ » [1] . لأنّ الشكّ والتردد يستلزم الفزع والخوف من الإقدام عليها ، وثمرتها النكوص والرجوع على الأعقاب [2] .
[ نكف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولا مُسْتَنْكَف عَن عِبَادَتِه » [3] .
الاستنكاف : الاستكبار . يقال : نَكِف الرجلُ عن الأمر ، بالكسر ، نَكَفا واستنكف : أنِف وامتنع ، وهو من النَّكفَ والوكَف . يقال : ما عليه من ذلك الأمر نَكَف ولا وَكَف . والنكْف : أن يقال له سوء ، واستنكف ونكِف ،