والنَّكَبُ : داءٌ يأخذ الإبل في مناكبها فَتَظْلَعُ منه . والمَنْكِبُ : عون العريف ، مُشَبّه بمنِكب الإنسان - فهو مجتمع رأس العضد والكَتِف - كأنّه يقوّي أمر العريف ، كما يتقوّى بمنكبه الإنسان [1] . وباعتبار أنّ حركة المنكب جزء من حركة الإنسان جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للحجاج لبيته الحرام : « حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُم ذُلُلاً يُهَلِّلُونَ للهِ حَوْلَه » [2] . كنّى عن حركاتهم في الطواف [3] .
[ نكث ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الثالث : « إلى أن انْتَكثَ عَلَيه فَتْلُهُ ، وأَجْهَزَ عَلَيه عَمَلهُ » [4] .
النَّكثُ : النقض ، نقض ما تعقده وتُصلحه من بيعة وغيرها . والنكث ، بالكسر : الخيط الخَلق من صوف أو شعر أو وبر ، وسُمّي به لأنّه يُنقض ثمّ يُعاد فَتْله . ومن هذا نكث العهد ، وهو نقضه بعد إبرامه [5] . ومنه قوله تعالى : ( ولا تَكُونوا كالّتي نَقَضَت غَزْلَها من بَعْدِ قُوّة أنكَاثاً ) [6] . أنكاثاً : جمع نكِث ، وهو ما يُنكث فَتْله [7] . وأجهز عليه عمله : من قولهم : جهز على الجريح وأجهز : أثبت قتله . قال الأصمعي : أجهزت على الجريح ، إذا أسرعتُ قتله وقد تممتُ . وموت مُجهز وجهيز : أي سريع [8] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) :
« فلمّا نَهَضْتُ بالأمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ ومَرَقَتْ أُخْرى ، وقَسَطَ آخَرُوَن » [1] . الناكثون : أصحاب الجمل ، والمارقون : أصحاب النهروان . والقاسطون : أصحاب صفّين ، سمّاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القاسطين [2] . وسمّى أصحاب الجمل الناكثين لأنّهم نكثوا بيعتهم . والقاسطين أهل صفين لأنّهم جاروا في حكمهم وبغوا عليه . والمارقين الخوارج لأنّهم مرقوا من الدين كما يمرُق السّهم من الرَّميّة [3] .
[ نكر ] عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « العقل ما عُبِد به الرحمن واكتُسِب به الجِنان » .
قيل له : فالذي كان في معاوية ؟ قال : تلك النّكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ،