تعالى : ( أُمَثَلُ الذين كَفَرُوا كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إلاّ دُعاءً وَنِدَاءً ) [1] . والمعنى أنهم لا يسمعون من الدعاء إلاّ جرس النغمة ودَوي الصوت ، من غير إلقاء أذهان ولا استبصار ، كمثل الناعق بالبهائم التي لا تسمع إلاّ دعاء الناعق ونداءه الذي هو تصويت بها وزَجْرٌ لها [2] . والنعيق يُطلق على صوت الغراب من الطير يقال : نَعَقَ الغرابُ ونَغَقَ ، بالعين والغين ، وهو بالغين المعجمة أعلى وأفصح [3] . ويقال : نَعَبَ يَنْعَبُ نعيباً [4] . وهو صياحه ، ومن معنى الصياح استعار عليّ ( عليه السلام ) نداء التوحيد في ذهن الإنسان بقوله : « ونَعَقَتْ في أَسْمَاعِنا دَلائِلُهُ على وَحْدَانِيّته » [5] .
[ نعل ] قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا ابتلّت النِّعالُ فالصّلاةُ في الرِّحال » [6] .
النَّعل : ما ارتفع من الأرض وغَلُظَ ، وواحد النِّعال نَعْل . والمناعل أرضون غِلاظ ، الواحدة مَنْعل فإذا وصفت أرضاً غليظة قلت : مَنْعَلَة . قال الشاعر :
إذا ما عَلَونا ظَهْرَ نَعَل عَريضة * تخال علينا قَيْضَ بَيْض مُفلَّق [7] وقال الخليل : النَّعلُ من الأرض ، شبه أكمة ، صلب يبرق حصاه ، لا ينبت شيئاً ، ويجمع النّعال ، ونعلها غِلَظُها ، قال الشاعر :
كأنهم حَرْشفٌ مبثوث * بالجوِّ إذ تبرُقُ النِّعال يعني نعال الحرّة [1] . وأنعلتُ الخُفَّ بالألف ونعّلته ، بالتثقيل : جعلت له نَعْلاً ، وهي جلْدَة على أسفله ، تكون له كالنعل للقدم [2] . وقول عليّ ( عليه السلام ) عن بيعته : « حَتّى انقطعت النَّعْلُ ، وسَقَطَ الرِّداء » [3] من هذا . والنَّعْل : الذليل من الرجال الذي يُوطأ كما تُوطأ الأرض . ونَعْل الفَرَس : ما أصاب الأرض من حافره ، وفرس مُنْعَل : شديد الحافر . وانتعل الرجلُ الأرض ، إذا سافر راجلاً . والنَّعلُ : الحديدة التي في أسفل جَفْن السيف [4] . وكنّى علي ( عليه السلام ) عمّن يُنكب ويُصاب بقوله : « فَإنْ زَلَّتْ بِه النَّعْلُ