المنيُّ نُطفةً لقلّته [1] . والماء القليل تُسمّيه العرب النُطفة ، ثم كثر استعمال النُطفة في المنىّ حتّى صار لا يُعرف بإطلاقه غيره [2] . والنَّطِف لقب حِطّان من رجال بني سليط ، وسُمّي النَّطِف لأنّه كان فقيراً ، فكان يَستقي الماء بالأجر فتقطرُ القِربة على إزاره وثوبه ، ولما أغارت بنو يربوع على عير خارجة من اليمن إلى كسرى ، كان النطف فيهم فأخذ بعيراً مهزولاً عليه خَصَفة ، فقال لبني يربوع : دعوا ليّ هذا بنصيبي من الفيء ، فأُعطي إيّاه ، فلمّا شُقّت الخَصَفةُ ، كانت ملأى جوهراً فضربت به العرب مثلاً فقالوا : « كنز النَّطِف » [3] .
[ نظر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « كُلُّ مُعَاجَل يَسْأَلُ الإنْظَارَ » [4] .
الإنظار : يقال : نظرته وانتظرته وأنظرته ، أي : أخّرته [5] . ومنه حديث أبي جعفر ( عليه السلام ) عن البيت الحرام : « لو عطّلوه سنةً لم يُناظروا » [6] . وأصل النظر تأمّل الشيء ومعاينته ، ثمّ يُستعار منها لمعاني مختلفة ، ومن ذلك نظر الربِّ لعبده فهو كناية عن إفاضة الرحمة واللطف ، ومنه قول الباقر ( عليه السلام ) : « إذا أحبّ اللّهُ عَبْداً نَظَر إليه » [7] . وكنى عليّ ( عليه السلام ) عن الموت بالغائب المنتظر بقوله :
« قَبْلَ قُدُوم الغَائِبِ المُنْتَظر » [1] . ومن المجاز : نظر إليك الجبل ، أي قابلك . ونظر الدهر إليهم : أهلكهم [2] . وكنّى ( عليه السلام ) عن المُتقّين بقوله : « أَبْلَغُ في عَوَاقِب الأُمُور نَظَراً » [3] . أي تفكّراً . وقوله ( عليه السلام ) : « ونظر في كَرَّةِ الموْئِل » [4] من ذلك .
[ نعر ] من كلام لعليّ ( عليه السلام ) قاله لابن مسهر الطائي حين قال : لا حكم إلاّ لله : « قَبَّحَكَ اللهُ يا أَثْرَمُ ، فَوَاللّهِ لَقَدْ ظَهَرَ الحَقُّ فَكُنْتَ فيه ضَئيلاً شَخْصُك . خَفِيّاً صَوْتُك حتَّى إذا نَعَرَ البَاطِلُ نَجَمْت نُجُومَ قَرْنِ المَاعِزِ » [5] .
النعير : الصراخُ في حرب أو شرٍّ . وامرأة نَعّارةٌ : صخّابة فاحشة . ويقال : غَيْرَى نَعْرَى