« كلمات لو رَحَلتمُ فيهنّ المَطِيَّ لأنضيتموهنّ » ، وفي حديث جابر : « جعلت ناقتي تنضو الرقاق » . أي تخرج من بينها ، يقال : نضت تنضو نُضُواً ونُضِيّاً ، ونضا السيفُ من غِمده وانتضاه ، إذا أخرجه [1] . والأدبر : من قولهم : دَبِر ظهرُ الدابّة : أي قَرِحَ . وبعير أدبر وناقة دَبْراء . وأدبر الرجلُ : دَبِرت دابّته ، فهو مُدْبِرٌ [2] .
[ نطف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وقَد رَأَيْتُ أَنْ أَقْطَعَ هَذه النُّطْفَةَ إلى شِرْذَمة مِنْكُم ، مُوَطِّنِين أَكْنَافَ دَجْلَةَ » [3] .
النطفة : ماء الفرات [4] . والنُّطفة : الماء الصافي ، قلَّ أو كثر ، والجمع نُطَف ونِطاف . وقد فرّق الجوهري بين اللفظين في الجمع ، فقال : النّطفة الماء الصافي ، والجمع نِطاف . والنُّطفة : ماء الرجل ، والجمع نُطَف [5] ومن هذا جاء قوله ( عليه السلام ) عن الخوارج : « إنّهُمْ نُطَفٌ في أصْلاب الرّجالِ ، وقَرَارَاتِ النِّسَاء » [6] . وقرارات النساء كناية عن الأرحام . ونطفان الماء : سيلانه . ونطف الماءُ ينطُف وينطِف ، إذا قطر قليلاً قليلاً . والنَّطف : الصبُّ . وفي الحديث : « أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله رأيتُ ظُلّة تنطِف سمنا وعسلاً » أي تقطرُ .
وليلة نطوف : قاطرة تمطر حتّى الصباح [1] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) : « ولا بالنطاف » [2] . وأراد معنى النهر عليّ ( عليه السلام ) ، في قوله : لمّا عزم على حرب الخوارج ، وقيل له : إنّ القوم عبروا جسر النهروان : « مصَارِعُهُم دُونَ النُّطْفَةِ ، واللّه لا يُفْلِتُ مِنْهُم عَشَرَةٌ ، ولا يَهْلِكُ مِنْكُم عَشَرَةٌ » [3] .
وفي حديث مناجاة موسى ( عليه السلام ) : « يا موسى الدّنيا نُطفة ، ليست بثواب للمؤمن » [4] . كنّى بها من قلّة بقائها ودوامها للعبد كالماء القليل في القربة أو الدلو أو الإداوة لا يتبلّغ بها . ومنه الحديث : « قال لأصحابه : هل من وضوء ؟ فجاء رجل بنُطفة في إداوة » أراد بها الماء القليل . وبه سُمّي