النَّساء : التأخير ، والإنساء أيضاً . يقال : نسأ اللّه في أجله ، وأنسأ اللّه أجله ، أي أخّره وأراد ( عليه السلام ) أنّ مجالسهم فيها غفلة وعزوب عن ذكر اللّه ، ومنه تقول : انتسأتُ عنك انتساءً ، إذا تباعدت [1] . والنَّسيء الذي كانت العربُ تفعله هو تأخير بعض الأشهر الحرم إلى شهر آخر . والمِنْسأُ : عصاً يُنْسَأُ به الشيء ، أي يُؤخّر [2] . كأنّه يُبْعدُ بها الشيء ويُدفع . والنَّسيء : الحليب يُصبُّ عليه الماء [3] .
[ نسخ ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « كُلّما نَسَخَ اللّهُ الخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ في خَيْرِهِمَا » [4] .
النسخ : نقلُ الشيء من مكان إلى مكان وهو هو ، والأشياء تناسخ : تداول فيكون بعضها مكان بعض كالدول والمُلك . [5] . وتناسخ الأزمنة والقرون تتابعها وتداولها [6] . ومعنى النسخ هنا يعني أنّ محمداً ( صلى الله عليه وآله ) كان في ظهر إبراهيم ( عليه السلام ) ، فلّما وُلِد لإبراهيم إسماعيل وإسحاق كان محمد ( صلى الله عليه وآله ) في ظهر أفضلهما ، وهو إسماعيل أبو العرب . . إلى أن كان في ظهر عبد اللّه خير إخوته [7] . وباعتبار الانتقال وبقاء أصل النور كما هو وصف عليّ ( عليه السلام ) الأنبياء : « تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِم الأصْلابِ إلى مُطهّرات الأرحَامِ » [1] .
والنسخُ إزالة شيء بشيء يتعقّبه ، فتارة يُفهم منه الإزالة ، وتارة يُفهم منه الإثبات ، وتارة يُفهم منه الأمران ، ونسخ الكتاب نقل صورته المجرّدة إلى كتاب آخر ، وذلك لا يقتضي إزالة الصورة الأُولى ، بل يقتضي إثبات مثلها في مادّة أخرى [2] .
ومنه تناسخُ الورثةِ ، لأنّ الميراث لا يُقسم على حكم الميت الأوّل ، بل على حكم الثاني ، وكذا ما بعده [3] .
[ نسر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « كُلَّما أَطَلَّ عليكُم