يُبَاعِدُ نَفْسَه عنها ، ويقال : تنزّهوا بِحُرَمِكُم ، أي تباعدوا [1] . وسقيتُ إبلي ثم نزّهتها عن الماء : باعدتها . ومكان نزيه وَنزِه : بعيد من الغَمَقِ ونحوه ، وقد نَزُه نزاهةً . وفي الحديث : « إنَّ الأرْدُنَّ أرضٌ غَمِقَةٌ وإنَّ الجابية أرضٌ نَزِهةٌ » [2] . وأرض غَمِقة : كثيرةُ الأنداء وبئة ، يقال : غَمق الزرعُ : خَمّت رائحته من كثرة الأنداء ، وأصابنا غَمَقُ البحر فَمَرِضنا [3] . قال أبو عبيد في شرح الخبر : وأمّا النزهة فالبعيدة من الأنداء والوباء ، ولم يرد النزهة من الخضرة والبساتين ، وإنّما أراد البعد من الوباء [4] .
وتنزّه القومُ ، إذا بعدوا من الريف إلى البدو . قال ابن دريد : فأمّا النزهة في كلام العامّة فإنّها موضوعة في غير موضعها لأنّهم يذهبون إلى أنّ النزهة حضور الأرياف والمياه ، وليس كذلك ، وإنّما يقال لحضور البساتين : الإرياف [5] . وتريّف القومُ ، إذا دَنوا من الريف [6] .
[ نزا ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الجرادةِ : « وجَعَلَ لَها الحِسَّ القويَّ ، وَنابَيْن بِهِما تَقْرِضُ ، ومِنْجَلَيْنِ بهما تَقْبِضُ ، يَرْهَبُها الزُرّاعُ في زَرْعِهم ، ولا يستطيعون ذَبَّها ، ولو أجْلَبُوا بِجَمْعِهِم ، حتّى تَرِدَ الحَرْثَ في نَزَوَاتِها » [1] .
النَّزو : يقال : نزا ينزو نزواً ونُزاءً ، وأصله الوثب ، ثم كَثرُ ذلك في كلامهم حتّى قالوا : الفحل ينزو نَزْواً . والنُّزاء : داء يصيب الغنم فتنزو ، أي تثِب حتىّ تموت [2] . ومن المجاز : قلبه ينزو إلى كذا : يُنازع إليه . وهو يتنزّى إلى الشرِّ : يتسرّع إليه [3] . وأراد بالمنجل رجلي الجرادة لاعوجاجهما وخشونتهما [4] .
[ نسأ ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « مُجَالَسَةُ أَهْل الهَوى مَنْسأَةٌ للإيمانِ ، ومَحْضَرةٌ لِلشَّيْطانِ » [5] .