البعير ، وانتحروا على كذا تقاتلوا ، تشبيهاً بنحر البعير [1] . لأنّك تطعنه في نحره . والنواحر : عروق تُقطع من نحر البعير كالفصْد ، الواحد ناحر ، وقالوا ناحرة . ودار بني فلان تَنحَرُ الطريقَ ، أي تقابله . وأقبل فلان في نَحْر الجيش ، أي في أوّله [2] . ونَحْرةُ الشهر ونحيره أوّلهُ ، وقيل : آخر يوم من الشهر كأنّه ينحر الذي قبله [3] . وقول علي ( عليه السلام ) : « حَتَّى تَدْعَقَ الخُيُولُ في نَوَاحِرِ أَرْضِهِم » [4] . مستعار منه لآخر أرضهم وأبعدها . والنِحريرُ : العالم بالشيء والحاذقُ به [5] . قال ابن فارس : بمعنى أنّه ينحر العلم نحراً ، كقولك : قتلت هذا الشيء عِلْماً [6] .
[ نحل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « كَذَبَ العَادِلُونَ بِكَ ، إذْ شَبَّهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ ، ونَحَلوكَ حِلْيَةَ المَخْلُوقِينَ بأَوْهَامِهِم » [7] .
النِّحلة : هي النّسبة بالباطل . والنّحلة : الدّعْوى ، ونحله القولَ يَنْحَله نَحْلاً : نسبه إليه . ونحلته القولَ أنْحلُه نَحْلاً ، بالفتح : إذا أضفت إليه قولاً قاله غيره وادّعيته عليه [8] . أراد ( عليه السلام ) أنّه تعالى ليس بصفة الجسم فيحتاج إلى وصفهم . ومنه الخبر : « كان بشير بن أبَيرق يقول الشّعر ، ويهجو به أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وينحله بعض العرب » . أي : ينسبه إليهم [1] . ومن هذا جاء حديث الصادق ( عليه السلام ) : « فإنّ فينا أهلَ البَيْت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين » [2] . والنّحل ، بالضم : إعطاؤك الإنسان شيئاً بلا استعاضة . ونُحل المرأة : مَهْرُها ، والاسم . النّحلة ، تقول : أعطيتها مهرها نحلةً ، بالكسرة ، إذا لم ترُد منها عوضاً [3] . ومنه قوله تعالى : ( وآتوا النساء صَدُقَاتهِنَّ نِحْلَةً ) [4] .
من نحله كذا ، إذا أعطاه إيّاه ووهبه له عن طيبة من نفسه نحلة ونحلاً [5] .
وجاء في حديث الصادق ( عليه السلام ) حين سُئل