وأصل النجش البحث ، وهو استخراج الشيء ، والنجش : الاستثارة . والناجش : الذي يثير الصيد ليمرّ على الصياد . ونَجَش الإبل يَنْجُشُها نجشاً : جمعها بعد تفرقة [1] .
والتدابر : المصارمة والهجران ، مأخوذ من أن يولّي الرَّجل دُبرَه ويعرض عنه بوجهه [2] .
[ نجع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وأُحذّرُكُم الدُّنيا فإنّها مَنزِلُ قُلْعَة ولَيْسَتْ بِدَارِ نُجْعَةِ » [3] .
النُجعة : أصل النجعة طلب الكلأ ، ثمّ صار كلُّ طالب حاجة منتجعاً . وماء ناجع ونجيع ، إذا كان مريئاً [4] . ونجعتُ البلدَ : أتيته ، ونجعَ الدَّواءُ والعَلَفُ والوعظُ : ظهر أثره [5] .
[ نجم ] قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « يُنتظر بالمُكَاتب ثلاثة أنجم فإنْ هو عجز رُدَّ رقيقاً » [6] .
النجم : الكوكب ، والجمع أنجم ونجوم . وكانوا يُسمّون الوقت الذي يحلّ فيه الأداء نجماً تجوّزاً ، لأنّ الأداء لا يُعرف إلاّ بالنجم ، ثمّ توسعوا حتّى سمّوا الوظيفة نجماً لوقوعها في الأصل في الوقت الذي يطلع فيه النجم ، واشتقّوا منه فقالوا : نجمّت الدين بالتثقيل إذا جعلته نجوماً [7] . والنَّجم : ما نجم من البقل على غير ساق ، والفصل بين النجم والشجر أنَّ النجم يُذهبه الصيف فلا يبقى له أثر ، والشجر يبقى له ساق [1] . قال الخليل : ما نجم من العروق أيّام الرَّبيع ، ترى رؤوسها أمثال المسالِّ تشُقُّ الأرض شِقّاً [2] .
وحديث عليّ ( عليه السلام ) عن الخوارج : « كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُم قَرْنٌ قُطِع » [3] . مستعار منه . وقوله لابن مسهر الطائي جواباً له : « حتّى إذا نَعَر البَاطِلُ نَجَمْتَ نُجومَ قَرْنِ الماعِز » [4] .
أي أنّه طلع بلا شرف ولا شجاعة ولا قدم ، بل على غفلة ، كما ينبت قَرْن الماعز . وهذا من باب البديع ، وهو أن يُشبّه الأمرُ يراد إهانته بالمهين ، ويُشبّه الأمرُ يُراد إعظامه بالعظيم ، ولو كان قد تكلّم في شأن ناجم يريد تعظيمه ، لقال : نجَم نَجْمَ الكوكب من