لم يستمكن السرجُ أو الرحلُ من الظهر قيل : نبا . ونبا حدُّ السيف . إذا لم يقطع [1] . قال ابن ميثم : علّته أنَّ العضّ على الناجذ يستلزم تصلّب العضلات والأعصاب المتّصلة بالدماغ فيقاوم ضربة السيف ويكون نكايته أقلّ [2] . ونبا به منزله : لم يوافقه ، وكذا فراشه [3] . ومنه قوله ( عليه السلام ) عن ظلم بني أُميّة : « ونَبا به سُوءُ رَعْيِهِمْ » [4] . أي أوجب سوء رعيهم الجفاء والرَّحيل لهذه الديار . وكتاب عليّ ( عليه السلام ) للحسن : « إنّما مَثَلُ مَنْ خَبَر الدُّنيا كَمَثل قَوْم سَفْر نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَديبٌ فَأمّوا مَنْزِلاً خَصِيباً » [5] . من هذا المعنى ، كأنها غير موافقة لهم .
والنبوة والنباوة والنبيّ : ما ارتفع من الأرض ومنه اشتقاق النبيّ لأنّه أرفع خلق اللّه . وقال أبو معاذ النحوي : سمعتُ أعرابياً يقول : من يُدلّني على النبيّ ؟ أي على الطريق . قال الكسائي : النبيّ : الطريق ، والأنبياء طرق الهدى [6] .
[ نتق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن البيت الحرام : « وَضَعهُ بأَوْعَرِ بِقَاعِ الأرضِ حَجَراً ، وأَقلِّ نتَائِقِ الدُّنْيا مَدَراً ، وأَضْيَقِ بُطُونِ الاوْدِيَةِ قُطْراً » [7] .
النّتْق : الزعزعة والهزّ والجذب والنَّفْض . والنتائق جمع نتيقة ، فعيلة بمعنى مفعولة من النتق ، وأراد ( عليه السلام ) ههنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها . ونتق الشيء ينتِقُه ويَنتقُه ، بالضم ، نتقاً : جذبه واقتلعه [1] . قال الراوندي : استُعمل النتق على وجوه أليقها بهذا الموضع أن تكون الأرض مثاراً للزراعة ، وهي - أعني أرض مكّة - أقلّ الأرضين مدراً ، يُرفع ويُزرع فيه ، لأنَّ تلك الأرض ذات حجارة ، ومدرها المستصلح للزراعة قليل [2] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( وإذ نَتَقْنَا الجَبَلَ فَوْقَهُم ) [3] . أي رفعنا . وقد استعير للمرأة الولود أيضاً ، كما في حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « عليكم بالأبكار ، فإنّهن أعذبُ