القوة ، والمنّة الضعف ، ومنه حبل منين ، أي ضعيف ، وقال ذو الرُّمَّة .
ترى الناشئ الغرّيد يُضحى كأنّه * على الرحل ممّا منّهُ السيرُ عاصدُ أي ممّا أضعفه . والمنون الدهر ، لأنّه يُبلي ويُضعف ويذهب بمنّه الأشياء . والمنون : المنيّة أيضاً ، وهما تكون واحدة وجمعاً [1] .
ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) : « فَنَحنُ أَعْوَانُ المَنُونِ ، وأنفُسُنا نَصْبَ الحُتوُفِ » [2] . والمنون يذكّر ويؤنّث ، فمن أنّث حمل على المنيّة ، ومن ذكّر حمل على الموت والدهر [3] . وقيل له : ريب المنون من جهة وقته ، لا من جهة كونه [4] . وسُمّي الاعتداد بالنعمة منّاً لأنّه يقطع الشكر عليها [5] .
[ منى ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الدُّنْيا دَارٌ مُنِيَ لَها الفَنَاءُ ، ولأَهْلِهَا مِنْها الجَلاءُ » [6] .
المنَى : القدر ، يقال : مناه اللّه يمنيه : قدّره . والمنى والمنيّة : الموتُ ، لأنّه قدر علينا ، وقد منى اللّه له الموت ، يَمْنى ، ومني له ، أي قُدِّر . ومنه سُمّيت مِنى بمكة ، لما يُمنى فيها من الدماء ، أي يراق . وقال ثعلب : من قولهم : منى اللّه عليه الموت ، أي قدّره ، لأنّ الهدى يُنحر هنالك [7] . وقيل : سُمّيت بذلك لأنها تتسع للناس . ومُني بكذا ، أي بُلي به . يقال : مناه اللّه بحبّها يَمْنُوه ، ويَمْنيه [1] . ومنه قوله ( عليه السلام ) : « فَمُني الناسُ - لعمر اللّه - بِخَبْط وشِمَاس » [2] .
الجَلاء : أن يجلو قومٌ عن بلادهم ، أي يتحولون عنها ويدعونها ، يقال : أجليناهُم عن بلادهم فَجَلَوْأ وأجْلَوا : أي تنحّوْا . وجلا الغيم والشرُّ : إذا تكشف وانجلى . والجلا مقصور : الإثمد ، سُمّي به لأنّه يجلو البصر . وأمرٌ جَلي واضح . والجلاء : البيان والأمر الواضح والجَلاء : الأمر البين [3] . ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « تذاكروا وتلاقوا وتحدّثوا فإنّ الحديث جلاء للقلوب ، إنَّ القلوب لترين ، كما يرين السيف ، جلاؤها الحديث » [4] . والرين : الحجاب الكثيف ، كالصدأ يَغشَى