والتيسّر [1] . والمروي عن الصادق ( عليه السلام ) : « هو القرض يقرضه ، والمعروف يصطنعه ، ومتاع البيت يُعيره ، ومنه الزكاة » [2] . قال قطرب : أصل الماعون من القلّة . والمعنُ الشيء القليل ، تقول العرب : ماله سَعْنة ولا مَعْنَة ، أي شيء قليل . فسمّى اللّه تعالى الزكاة والصدقة ونحوهما من المعروف ماعوناً ; لأنّه قليل من كثير [3] .
والماعون مفعول من أعان يُعين ، والعون : هو الإمداد بالقوة والآلة والأسباب الميسّرة للأمر [4] . ومن هذا قوله تعالى : ( ويَمْنَعُونَ المَاعُون ) [5] . والماعون : المطر ، لأنّه يأتي من رحمة الله عَفْواً بغير علاج كما تعالج الآبار ونحوها . ومن الناس من يقول : الماعون أصله معونة ، والألف عوض من الهاء . والمَعانُ : المباءةُ والمنزل . ومعان القوم : منزلهم . يقال : الكوفة مَعانٌ منّا ، أي منزل منا [6] . ومنه يُفسّر خبرُ أنس : بلغ مُصْعَب بن الزبير من عريف الأنصار أمرٌ ، فبعث إليه وهمّ به . قال أنس : فقلتُ له : أنْشُدُك الله في وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعّن عليه . هو من المعان ، وهو المكان ، وجمعه مُعْن . أي نزل عن دَسْته وتمكّن على بساطه تواضعاً أو من قولهم للأديم : مَعْن ومَعين ، أي انبطح ساجداً على بساطه كالنّطْع الممدود . كقولهم : رأيته كأنّه جلس من خشية اللّه . أو من المعين ، وهو الماء الجاري على وجه الأرض . وقد معَن ، إذا جرى . أومن أمعن بحقّه وأذعن ، إذا أقرَّ : أي انقاد وخشع انقياد المعترف . أو من المعنِ ، وهو الشيء اليسير ، أي تصاغر وذلَّ [1] . وحكى الأخفش عن أعرابي فصيح : لو قد نزلنا لصنعتُ بناقتك صنيعاً تُعطيك الماعون ، أي تنقاد لك وتطيعك . وأمعن بحقّي : ذهب .