المعك : الدلكُ ، يقال : معكه في التراب يمْعَكُه مَعْكاً : دلكه ، ومعّكه تمعيكاً : مرّغه فيه . والتمعّك التقلّب فيه [1] ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) أنّ عمّار بن ياسر أصابته جنابة فتمعّك كما تتمعّك الدابّة فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا عمّار تمعّكت كما تتمعّك الدابّة » [2] .
والمراد أنّه ماسّ التراب بجميع بدنه ، فكأنّه لمّا رأى التيمّم في موضع الغُسل ظنَّ أنّه مثله في استيعاب جميع البدن [3] . ووقع في مَعْكُوكاء : أي شَرٍّ وجَلبة ، وتُضمُّ الميم أيضاً . ورجلٌ مَعِكٌ : شديدُ الخصومة [4] . ورجل مَعِكٌ ومِمْعك ومُماعِكٌ : مَطُول . والمَعْك : المِطالُ واللّيّ بالدين ، يقال : معكه بدينه يَمْعَكه مَعْكاً . ودافعه ، وماعكه ودالكه : ماطله . ومعكتُ الرجلَ أمْعَكُه ، إذا ذلّلته وأهنته [5] . ومنه قول عليّ ( عليه السلام ) لشريح : « انظر إلى أهل المعْك والمَطْل » [6] . وفي حديث ابن مسعود : « لو كان المعْكُ رجُلاً كان رجلَ سوء » [7] . ومن معنى المعك فسر حديثه ( صلى الله عليه وآله ) لما سئل : « أيدالِك الرَّجلُ امرأته ؟ قال : نعم إذا كان مُلْفَجاً » [8] . والملفج ، بفتح الفاء : الفقير ، يقال : ألفج الرجلُ فهو مُلفج ، على غير قياس . ولم يجئ إلاّ في ثلاثة أحرف : أسهب فهو مُسْهَب ، وأحصن فهو مُحْصَن ، وألفَج فهو مُلْفج . الفاعل والمفعول سواء [1] .
[ معن ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) محذّراً : « أَلاَ وَقَدْ أَمْعَنْتُم في البَغْي ، وأَفْسَدْتُم في الأرْضِ » [2] .
المَعْنُ : الجحُودُ والكفر للنعم . وأمعنتم : بالغتُم . وأمعنوا في بلد العدوِّ وفي الطلب ، أي جدّوا وأبعدوا . وأمعن الرجلُ : هرب وتباعد [3] . ومنه قول عنترة :
ومُدَجّج كَرِه الكماةُ نِزالَه * لامُمْعن هَرَباً ولا مُسْتَسْلِم [4] وقيل الماعون في الجاهلية : المنفعة والعطية ، وفي الإسلام : الطاعة والزكاة والصدقة الواجبة وكلّه من السهولة