أي حركهم وأخلصهم . وروي « محضهم » أي طهّرهم [1] ، وحديثه ( عليه السلام ) عن الرياح والماء : « فَمخَضَتْه مَخْضَ السِّقَاء » [2] . كناية عن حركة الرياح لأمواج الماء . وفي الحديث عنهما ( عليهما السلام ) : « في صدقة الإبل في كلِّ خمس شاةٌ إلى أن تبلغ خمساً وعشرين ، فإذا بلغت ذلك ففيها ابنة مخاض » [3] . المخاض اسم للنوق الحوامل ، واحدتها خَلِفة . وبنت المخاض وابن المخاض : ما دخل في السنة الثانية ، لأنّ أُمّة قد لحقت بالمخاض : أي الحوامل ، وإن لم تكن حاملاً . وقيل : هو الذي حملت أُمّه ، أو حملت الإبل التي فيها أُمّه ، وإنْ لم تَحْمِل هي ، وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض ، لأنّ الواحد لا يكون ابن نوق ، وإنّما يكون ابن ناقة واحدة . والمراد أن تكون وَضَعَتْها أمّها في وقت ما ، وقد حملت النوق التي وضعن مع أمّها ، وإن لم تكن أُمّها حاملاً ، فنسبها إلى الجماعة بحكم مجاورتها أمّها ، وإنّما سُمّي ابن مخاض في السنة الثانية ، لأنّ العرب إنّما كانت تحمل الفحول على الإناث بعد وضعها بسنة ليشتد ولدها ، فهي تحمل في السنة الثانية وتمخض [4] .
[ مدر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن وضع البيت الحرام في مكّة : « أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً » [1] .
المدر : قطع الطين اليابس ، وقيل : الطين العِلك الذي لا رمل فيه ، واحدته مَدَرة . والعرب تسمّى القرية المبنية بالطين واللَّبن المَدَرة ، وكذلك المدينة الضخمة يقال لها المدرة [2] . وكون مكّة أقلّ بقاع الأرض مَدراً لأنّ الحجريّة أغلب عليها [3] . وقوله ( عليه السلام ) عن ظلم بني أُمّية : « حتّى لا يَبْقى بَيْتُ مَدَر ولا وَبَر إلاّ دَخَلهُ ظُلْمُهُم ونَبَابه سُوءُ رَعْيِهِم » [4] .
أراد أنّه يعم الحضر والريف والبادية لكثرته وشموله .