بني سعد : « ألا أحدّثك عنّي وعن فاطمة الزهراء ، أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتّى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرّ شديد » [1] .
المجل : هو أثر العمل في الكفِّ يعالج بها الإنسان الشيء حتّى يغلظ جلدها [2] .
ومنه قولهم : خرجت على يده مجَلة ومَجْلٌ كثير [3] . ويُجمع أيضاً مِجالاً ، وهي جلدة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل . ويقال : مَجِلَتْ يده تَمْجل ، وتَمْجُل ، مَجَلاً ومَجْلاً [4] .
[ محص ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في الاعتبار بالماضين : « كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء » [5] .
المحص : التخليص والتنقية . ومحصتُ الذهب بالنار ، إذا خلّصته ممّا يشوبه . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) وذكر فتنة فقال : « يُمْحَصُ الناسُ فيها كما يُمْحَصُ ذهب المعدن » أي يُخلّصون بعضهم من بعض كما يُخلَّص ذهب المعدن من التراب . وقيل يُختبرون كما يُختبر الذهب لتُعرف جودته من رداءته . والمُمَحّص : الذي مُحّصَت عنه ذنوبه ، وتمحيصُ الذنوب : تطهيرها . والممحّص : الشديد الخلق ، والأنثى مُمحّصة . وتأويل قول الناس : محّص عنّا ذنوبنا ، أي أذهب ما تعلّق بنا من الذنوب [1] .
[ محض ] في الحديث : عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : « من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي سلبه اللّه عزّ وجلّ رأيه » [2] .
المحض : يقال : محضته الوُدَّ مَحْضاً ، من باب نفع ، صَدَقْتُه . وأمحضته بالألف مثله [3] . قال ابن دريد : محضتُ الرجلَ وأمحضته ، إذا سقيته اللبن المحض ، وكلّ شيء أخلصته فقد أمحضته . ومحضتُ الرجل الودّ إمحاضاً ، لا غير ، إذا أخلصته له [4] . ومنه جاء حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « حتى تفرّى الليلُ عن صُبْحه ،