التي كانوا يُحرمونها من يد غيره لو كان كمعاوية ، وإمّا لإدخاله العلوم في أفواه أذهانهم .
وكذلك لفظ المجّ إمّا لحرمانهم من يد غيره ، أو لعدم العلوم عن أذهانهم ونبوِّ أفهامهم عنها فكأنّهم ألقوها لعدم صلوحها للإساغة [1] .
[ مجر ] في الحديث : « نهى ( صلى الله عليه وآله ) عن المَجْر » .
المجر : هو أن يُباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة . ويقال منه : أمجرتُ في البيع إمجاراً [2] . ويجوز أن يكون سُمّي بيع المَجْر مَجْراً اتساعاً ومجازاً ، وكان من بياعات الجاهلية ، يقال : أمْجرت إمجاراً ، وما جرت مماجرةً ، ولا يقال لما في البطن مَجْرٌ ، إلاّ إذا أثقلت الحامل ، فالمجر : اسم للحمل في بطن الناقة ، وحَمْل الذي في بطنها : حَبَل الحَبلة [3] .
والمجر : الجيش العظيم ، شُبّه في كثرته وقلّة سيره بإمجاز الناقة [4] .
ومنه الحديث : أنّه ( صلى الله عليه وآله ) نهى عن بيع حَبَل الحَبلة . ومعناه الجنين الذي في بطن الناقة .
وقيل : هو نتاج النتاج ، وذلك غرر [5] . الحَبل ، بالتحريك : مصدر سُمّي به المحمول ، كما سُمّي بالحمل ، وإنما دخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأُنوثة فيه .
فالحبل الأول يُراد به ما في بطون النوق من الحَمْل . والثاني حَبَلُ الذي في بطون النوق . وإنّما نُهي عنه لمعنيين ، أحدهما أنّه غرر وبيع شيء لم يخلُق بَعْدُ ، وهو أن يبيع ما سوف يحمله الجنين الذي في بطن الناقة ، على تقدير أن تكون أُنثى ، فهو بيع نتاج النتاج . وقيل : أراد بحبل الحَبلة أن يبيعه إلى أجل يُنتج فيه الحمل الذي في بطن الناقة ، فهو أجل مجهول ولا يصحّ [1] . وقيل : حَبل الحبَلة حملٌ الكرمة قبل أن تبلغ . وأصل الحبل الامتلاء ، ورجل حبلان وامرأة حَبلى : ممتلئان من الشراب ، والحُبال : انتفاخ البطن من الشراب والنبيذ والماء وغيره ، ومنه حَبلُ المرأة ، وهو امتلاء رَحِمها . والحَبل يكون مصدراً واسماً ، والجمع أحبَال [2] .
[ مجل ] روي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لرجل من