ثمّ استُعير في النساء ، فيقال : لَقِحت إذا حَمَلتْ . قال ابن الأعرابي : ناقة لاقح وقارح يوم تحملُ ، فإذا استبان حملها فهي خَلِفَةٌ [1] . وفي حديثه ( عليه السلام ) عن الملاحم : « واسْتَراحَ قوْمٌ إلى الفِتن وأشَالُوا عن لَقَاحِ حَرْبِهِم » [2] .
استعار لفظ اللقاح ، بفتح اللام ، لإثارة الحرب ملاحظة لشبهها بالناقة [3] . والملاقِح : الإناث الحوامل ، الواحدة ملقحة ، اسم مفعول من ألقحها [4] . ومنه استعير للكِبْر في حديث عليّ ( عليه السلام ) بقوله : « مَلاقِحُ الشَنَآنِ ، ومَنَافِخُ الشَّيْطَان » [5] . وَرِياحٌ لَواقِح : تُلقح السحاب بالماء ، وتُلقح الشجر [6] . وقد استعار منها ( عليه السلام ) لأحاسيس ومشاعر الكبر التي تعصف بالإنسان بقوله : « اسْتَعِيذُوا باللّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الكِبْر » [7] . وجاء في الخبر عنه ( صلى الله عليه وآله ) : « نَهَى عن الملاقيح والمضامين » [8] . أي عن بيع ما في البطون ، وما في أصلاب الفحُول ، جمع ملقوح ومضمون ، يقال : لَقِحت النَّاقة وولدها ملقوحٌ به ، إلاّ أنّهم استعملوه بحذف الجار ، قال الشاعر :
وَعِدَةَ العامِ وعام قابلِ * مَلْقُوحةً في بطن ناب حائل وضَمِن الشيء بمعنى تضمّنه واستسرّه ، يقال : ضَمِن كتابُه كذا وهو في ضِمنِه ، وكان مضمون كتابه كذا [9] . فالملقوحةُ هي الأجنّة التي في بطونها ، وكانوا يبيعون الجنين في بطن الناقة ، وما يضرب الفحل في عامه أو في أعوام . قال أبو عبيد : وأمّا حديثه ( صلى الله عليه وآله ) أنّه نهى عن حَبَل الحَبلة . فإنّه ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة . قال ابن علية : هو نتاج النتاج [1] .
[ لقط ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وإنّي لَعَلَى الطَّرِيقِ الوَاضحِ أَلقُطُه لَقْطاً » [2] .
لقط الطريق : مشي على بصيرة [3] . ويلزم ذلك أن يعرفها ، خلاف المستعجِل فيها [4] . واللقْط : أخذ الشيء من الأرض ، لقطه يَلْقُطه لَقْطاً والتقطه : أخذه . واللُّقطة ، بتسكين القاف اسم الشيء الذي تجده مُلقىً