مُلْحَم : إذا تداخل سِداه [1] وفيه جاء السؤال : الثوب المعلم هل يُحرم فيه ؟ قال الصادق ( عليه السلام ) : نعم ، انّما يُكره المُلْحَم [2] . وكنّى عليّ ( عليه السلام ) : « نَاشئةِ الغيوم ومُتَلاحِمِها » [3] . وفي حديث الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « الولاء لحمة كلحمة النسب لاتُباع ولا تُوهب » [4] . قد اختلف في ضمّ اللّحمة وفتحها ، فقيل هي في النسب بالضّم وفي الثوب بالضم والفتح ، وقيل : الثوب بالفتح وحده ، وبالضم ما يُصاد به الصيد . ومعنى الحديث المخالطة في الولاء ، وأنّها تجري مجرى النسب في الميراث كما تخالط اللّحمة سَدَى الثوب حتّى يصيرا كالشئ الواحد ، لما بينهما من المداخلة الشديدة [5] . ويقال : لحمة البازي ، ولحمة النسب ، ولحمة الثوب واحد ، وهي المشابكة والمخالطة [6] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ وليَّ محمّد مَنْ أطاع الله وإنْ بَعُدت لُحْمَتُهُ » [7] . وقوله ( عليه السلام ) في بني أمية : « لأنفضنّهم نفضَ اللحّامَ الوذامَ التربة » [8] أراد نفض القصّاب القطعة من الكبد أو الكرش من التراب إذا أصابته [9] وكنّى ( عليه السلام ) عن الفشل والجبن بقوله : « إنَّ امرأً يُمكِّن عَدوَّهُ مِن نَفْسِه يَعْرُقُ لَحْمُه » [10] .
[ لحن ] في الحديث اختصم رجلان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مواريث وأشياء قد درست ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « لعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته مِن بَعْض فَمَنْ قَضيتُ له بشيء مِن حقِّ أخيه فإنّما أقْطَعُ لَه قطعة من النار » .
اللحن ، بفتح الحاء : الفطنة . واللحن بجزم الحاء : الخطأ [1] . أراد : إنّ بعضكم يكون أعرف بالحجّة وأفطن لها من غيره . يقال : لَحَن فلان في كلامه ، إذا مال عن صحيح المنطق . ويقال : لحنت لفلان ، إذا قلت له قولاً يفهمه ويخفى على غيره ، لأنَك تحيله بالتورية عن الواضح المفهوم [2] ، وقيل للمخطىء : لاحن ، لأنّه يعدل بالكلام عن