الأليسُ . وتلبّد الشعرُ والصوفُ والوَبَر والتبدَ : تداخل ولَزِق وكلُّ شعر أو صوف مُلْتَبد بعضُه على بعض ، فهو لبْد ولبْدة ولُبْدة ، والجمع ألباد ولُبُود .
وإذا رُقِع الثوبُ ، فهو مُلَبّدٌ وَملْبود . وكلّ شي ألصقته بشيء إلصاقاً شديداً ، فقد لبّدته ، ومن هذا اشتقاق اللُّبود التي تُفرش . ومال لُبَد : كثير لا يُخاف فناؤه لأنّه التبد بعضه على بعض [1] . ومنه قوله تعالى : ( أهلكتُه مالاً لُبَداً ) [2] .
واشتقاق « لبيد » من قولهم : لَبِدَ بالمكان ، أي أقام به [3] . ومنه المثل : « طال الأبد على لُبَد » يعنون آخر نسور لقمان بن عاد ، وكان قد عُمّر عمر سبعة أنسر ، وكان يأخذ فرخ النسر ، فيجعله في جوبة الجبل الذي هو في أصله ، فعيش الفرخ خمسمائة سنة أو أقلّ أو أكثر ، فإذا مات أخذ آخر مكانه ، حتّى هلكت كلّها إلاّ السابع أخذه فوضعه في ذلك الموضع ، وسمّاه لُبَداً ، وكان أطولها عُمْراً ، فضربت العربُ به المثل [4] .
سمَّاه ذلك لأنَّه لَبدَ فبقي لا يذهب ولا يموت كاللَّبِد من الرّجال اللازم لرحله لا يفارقه [5] .
ومن هذا جاء الوصية بأهل البيت ( عليهم السلام ) في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « انظُروا أهْلَ بَيْتِ نَبيّكُم فَالزَمُوا سَمْتَهُم ، واتَّبِعُوا أثَرَهُم ، فَلن يُخْرِجُوكُم مِن هُدىً ، ولَن يُعيدُوكُم في رَدًى ، فإنْ لَبَدوا فَالبُدوا » [1] .
[ لبس ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في ذمّ الدنيا : « والتَبسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ ، فَارْتَحِلُوا مِنْها بأحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُم مِن الزَّادِ » [2] .
اللبس : يقال : لابَسْتُ فلاناً ، خَالطته ، ولابستُ الأمر ، إذا زاولته [3] وفي فلان مَلْبَس ، إذا كان فيه مُسْتَمْتع . قال الشاعر :
ألا إنَّ بعد الفقر للمرء قِنْوةً * وبعد المشيب طولَ عُمْر وَمَلْبَسا [4] والْبَس الناسَ على قدر أخلاقهم : عاشرهم [5] واللَّبوس من كلِّ شي : ما لبسته من ثوب أو غيره ، وما تحصّنت به من درع أو