الثوب لأنّها تمنعه أن ينتشر [1] . ومنه الحديث : « لا ألبس القميص المكفف بالحرير » أي الذي عُمِل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من حرير [2] .
والكفّ : كفّ اليد ، مؤنّثَة ، وجمعها كفوف وأكُفّ وكُفٌّ . واستكفّ السائل : بسط كَفَّه يَطْلُبُ ، وتكفّف مثله [3] . ومنه الحديث : « يتصدّق بجميع ماله ثمّ يقعُد يَسْتكِفُّ الناس » . يقال : استكفّ وتكفَّف : إذا أخذ ببطن كفّه ، أو سأل كفّاً من الطعام ، أو ما يَكُفّ الجوع . وفي الحديث : « يكفّ ماء وجهه » أي يصونه ويجمعه عن بذل السؤال . وأصله المنع . وفيه : « إنّ بيننا وبينكُم عيبة مكفوفة » . أي مُشْرَجَة على ما فيها مُقْفلة ، ضربها مثلاً للصدور ، وأنها نقيّة من الغلِّ والغشِّ فيما اتفقوا عليه من الصلح والهدنة . وقيل : معناه أن يكون الشرّ بينهم مكفوفاً ، كما تُكَفّ العَيْبَةُ على ما فيها من المتاع ، يريد أنَّ الذحول التي كانت بينهم اصطلحوا على ألاّ ينشروها ، فكأنّهم قد جعلوها في وِعاء وأشرجوا عليها [4] . ومن هذا جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « اللّهُمَّ رَبَّ السَّقْف المَرْفُوعِ ، والجَوّ المَكْفُوفِ الذي جَعَلْتُه مَغِيضاً لِلَّيلِ والنَّهَارِ ، ومَجْرًى للشَّمْسِ والقَمَرِ » [5] .
الجوّ : الفلك العريض الواسع . والمكفوف : كأنّه عليه كفة من المجرة والنيرات ، فيكون الكفّة من كفّة الثوب أو كفف الوشم ، وهي داراته ، وأراد بالمكفوف الفلك المحكم في الخلق الشديد المبرأ عن الخلل والفطور ، من قولهم : عيبة مكفوفة ، أي مشرجة مشدودة [1] . وكون السماء والفلك مغيضا الليل والنهار مجازاً ، أي ينقص الليل مرّةً والنهار أخرى ، وإن زاد في الآخر ، وذلك بحسب جريان الشمس [2] .
[ كمت ] في حديث الأفراس التي أهداها عليّ ( عليه السلام ) إلى النبيّ : « فيها كميتان أوضحان » [3] .
الكُمَيْت مِن الخيل : بين الأسود والأحمر . قال أبو عبيد : ويفرّق بين الكُمَيْت والأشقر بالعُرْف والذَّنَب ، فإن كانا أحمرين فهو أشقر ، وإنْ كانا أسودَين فهو الكُمَيت ، وهو تصغير