يُكْفَأُ فيه الإسلامُ ، كما يُكْفَأُ الإناءُ بِمَا فيه » [1] .
الإكفاء : يقال : أكفأتُ الشيء ، قلبته . ويقال للساهم الوجه : مُكفأ الوجه ، كأنّ وجهه قد أُميل عمّا كان عليه من البشارة [2] . واستعير هذا اللفظ للإسلام باعتبار خروجه عن الانتفاع به ، كما يُقلب ما في الإناء من ماء وغيره [3] . وشكوى عليّ ( عليه السلام ) من قريش قائلاً : « فإنّهم قَدْ قَطَعوا رَحِمي ، وأكْفَؤُوا إنَائي » [4] . كنّى بقلب إنائه عن إعراضهم وتفرّقهم عنه [5] . وما يستلزم ذلك من حرمانهم من خلافته وعدم انتفاع قريش من علمه الذي يعيه .
وفي حديث وصفه ( صلى الله عليه وآله ) : « يَخْطو تَكفُّؤاً » [6] تكفؤاً : معناه خطاه كأنّه يتكسّر فيها أو يتبختر لقلّة الاستعجال معها ، ولا تبختر فيها ولا خيلاء [7] . ومنه يقال : أكفأت في مسيري ، إذا جرت عن القصد ، قال ذو الرمّة :
علوتُ بها أرضاً ترى وجه رَكْبها * إذا ما عَلَوْها مُكفأً غير ساجع الساجع : القاصد ، والمكفأ : الجائر [8] .
[ كفف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في ذمّ الدنيا : « لا تَسْأَلُوا فيها فَوْقَ الكَفَافِ » [9] .
الكفاف من الرزق : القوت ، وهو ماكفّ عن الناس ، أي : أغنى . والكفاف من القوت الذي على قدر نفقته ، لا فضل فيها ولا نقص [1] . ومنه دعاؤه ( صلى الله عليه وآله ) : « اللهم ارزق محمّداً وآل محمد الكَفاف » [2] . وفي الحديث القدسي : « لا يؤثر عبدٌ هواي على هوى نفسه إلاّ كفَفْتُ عليه ضَيْعته » [3] . كأن المعنى أغنيته فيها عن الحاجة إلى غيرها [4] . والكافّة : الجماعة ، وقيل : الجماعة من الناس . ومعنى كافّة في اشتقاق اللغة : ما يكف الشيء في آخره ، ومن ذلك كُفّة القميص ، وهي حاشيته ، وكلّ مستطيل فحرفه كُفَة ، وكلّ مستدير كِفَة نحو كِفة الميزان ، وسُمّيت كُفّه