يتّضع ، أي : حتّى يسترخي على بطنه ويتمكّن الحِمْل منه . يقال : أبطنته ، ولا يقال : بطنته ، بغير ألف ، على قول ابن الأعرابي . وقيل : بطنه وأبطنه : شدّ بطانه . ورجل بَطِن : كثير المال . وشأو بطين : واسع . والبطين : البعيد ، يقال : شأْوٌ بطين ، أي : بعيد . وتبطَّن الرجل جاريته ، إذا باشرها ولمسها [1] .
والباطن من أسمائه جلّ وعلا ، معناه أنّه قد بَطَن عن الأوهام ، فهو باطنٌ بلا إحاطة ، لا يُحيط به مُحيط ; لأنّه قدم الفِكَر فخبت عنه ، وسبق المعلوم فلم يُحِط به ، وفات الأوهام فلم تكتنهه ، وحارت عنه الأبصار فلم تُدركه ، فهو باطن كلّ باطن ، ومحتجب كلّ محتجب ، بطن بالذات ، وظهر وعلا بالآيات ، فهو الباطن بلا حجاب والظاهر بلا اقتراب .
ومعنى ثان أنّه باطن كلِّ شيء ، أي : خبير بصير بما يُسرّون وما يُعلنون وبكلِّ ما ذرأ وبرأ . والمعنى أنّه عالم بسرائرهم ، لا أنّه عزّ وجلّ يبطُنُ في شيء يواريه [2] .
وفسّر الحديث النبوي في حق عليّ ( عليه السلام ) : « فإنّك الأنزع البطين » . بأنّه منزوع من الشرك ، بطين من العلم [3] .
وفُسّر الحديث المروي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه : « مسح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على النَّعلين ولم يستبطن الشّراكين » [1] . بأنّه لم يمسح ما تحتهما [2] .
وفي حديث لسليمان بن صَرَد قال : أتيت عليّاً ( عليه السلام ) حين فرغ من مرحى الجمل فلما رآني قال : تزحزحت وتربصت وتنأنأت ، فكيف رأيت اللّه عزّ وجلّ صنع ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ الشوط بطين ، وقد بقي من الأمور ما تعرف به صديقك من عدوّك . الشوط بطين ، أي : بعيد [3] . وتباطن المكان : بعد . قال زهير :
وبين عُنيزة شأواً بطينا [4] .
ومنه قيل : عدا فلانٌ شأواً بطينا ، أي بعيداً [5] . تقول : أنت أبطن بهذا الأمر خبرةً ، أي أخبر بباطنه [6] . ويقال لكلِّ غامض بطن ، ولكلّ ظاهر ظهر ، ومنه بطنان القِدْر وظهر أنُها ،