بما يُكتب به ، وبالقدح الذي يُضرَب به [1] . ومن معنى القلم الذي يكتب به جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للطاووس : « ومع فتق سَمْعِهِ خَطٌّ كَمُستَدَقّ القَلَم في لَوْن الأُقْحُوان » [2] . شبّه ( عليه السلام ) الخلط الأبيض عند محلّ سمعه في دقّته واستوائه بخطِّ القَلَم الدقيق ، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف [3] . وقوله ( عليه السلام ) : « والصُحُف مَنْشُورَةٌ ، والأَقْلاَمُ جَارِيَةٌ » [4] . أراد : أقلام الكرام الكاتبين ، والمنشورة هي صحف الأعمال [5] .
[ قلل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) قاله وهو يلي غسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتجهيزه : « لولا أنّك أمرتَ بالصَّبر ، ونَهَيْتَ عن الجَزَع ، لأنفدْنا عَلَيكَ مَاءَ الشُّؤونِ ، ولكان الدَّاء مُماطِلاً ، والكَمَدُ مُحالِفاً ، وقَلاّ لكَ ، ولكنّه مالا يُمْلَكُ رَدُّه » [6] .
القلّ : القليل [7] . وضمير التثنية في « قلاّ » لإنفاد ماء الشؤون ولمماطلة الحزن [8] .
ومنه حديث ابن مسعود : « الرّبا وإنْ كَثُر فهو إلى قُلّ » . القُلّ بالضم : القِلّة ، كالذلّ والذلّة ، أي أنّه وإنْ كان زيادةً في المال عاجلاً فإنّه يؤول إلى نقص ، كقوله تعالى : ( يَمْحَقُ اللّهُ الربا ويُرْبي الصَّدَقَاتِ ) [9] . وفيه : « أنّه كان ( صلى الله عليه وآله ) يقلّ اللغو » . أي : لا يلغو أصْلاً . وهذا اللفظ يُستعمل في نفي أصل الشيء ، كقوله تعالى : ( فَقَليلاً ما يُؤْمِنُونَ ) [1] . ويجوز أن يريد باللغو الهزْل والدُّعابة ، وأنَّ ذلك كان منه قليلاً [2] . والقِلّ : الرِّعدة والانتفاض ، يقال : أخذ فلاناً القِلُّ ، إذا أخذته رعدة من فزع أو زَمَع [3] . والمقلُ : الفقير [4] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « المُقِلُّ غريب في بلدته » [5] . واستعار له لفظ الغريب باعتبار عدم التفات الناس إليه [6] . وفي الحديث : « ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة