وَنَهْيِهِ ، فَيَدَعُها رأي عَيْن بَعْدَ القُدْرةِ عَلَيْها ، ويَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَرِيجَةَ لَهُ في الدِّيْنِ » [1] .
الحُوَّل القُلَّبِ : الذي قد تحوّل وتقلّب في الأُمور وجرّبَ ، وحنّكته الخطوب والحوادث [2] . وتقليب الشيء تغييره من حال إلى حال [3] . وباعتبار التغيير قال عليّ ( عليه السلام ) : « في تقلّب الأحوال عِلْمُ جواهر الرجال » [4] . يعني تعرف طباعهم ، كريمة أم لئيمة ، بتغيّر أحوال الدنيا [5] . ومن معنى التحول والرجوع للأسوء قال عليّ ( عليه السلام ) في دعائه : « اللّهُمَّ إنّي أعَوذُ بِكَ مِن وعثاءِ السَّفرِ ، وكآبَةِ المُنْقَلَبِ » [6] . وقد استعار منه ( عليه السلام ) لعمر الإنسان في الدنيا ومهلة اللّه له بقوله : « والمُنْقَلَبُ فَسِيحٌ ، والمَجَالُ عَرِيضُ » [7] .
وفي حديثه ( عليه السلام ) في وصف الطاووس : « فَمِنْها مَغْمُوسٌ في قَالِبِ لون لا يَشُوبُه غَيْرُ لَون ما غُمِسَ فيه » [8] . قالِب لون : قال السيد الرضي : وذلك كما يقول القائل منّا إذا أراد أن يصف قوْماً متشابهين في الخلق والمناظر ، أو في الطبائع والغرائز : كأنّما طبعوا على سكّة واحدة ، أو خلقوا من طينة واحدة [9] . ومنه الحديث : أنّ موسى ( عليه السلام ) لما آجر نفسه من شعيب قال لموسى : لك من غنمي ما جاءت به قالِب لون ، فجاءت به كلّه قالِب لون ، غير واحدة أو اثنين [1] . أي جاءت على غير ألوان أمّهاتها ، كأن لونها قد انقلب [2] .
وفي حديث عليّ في حثّ الناس واستنهاضهم : لقد بَلَغَني أَنَّ الرَّجُلَ منهم كَان يَدْخُل عَلى المَرْأةِ المُسْلِمَة ، والأُخرى المُعَاهَدة ، فينتزع حجْلَها وقُلَبَهَا وقَلائِدَهَا ورُعُثها ، ما تَمْتَنِع مِنْه إلاّ بالاسْتِرْجَاعِ والاسْتِرْحَام [3] . القُلب من الأسورة : ما كان قَلْداً واحداً ، ويقولون : سِوارٌ قُلْبٌ ، وقيل : سوار المرأة [4] ، ويقال للحيّة البيضاء : قُلْب تشبيهاً به [5] . والرَّعثةُ : ما عُلِّق بالأُذن من