الاستعارة لاستقامة الأُمور وجريانها . وكتابه ( عليه السلام ) لأبي موسى الأشعري : « وحَتَّى تُعْجَلَ عن قِعْدَتِكَ » [1] . جاء من باب الكناية ، والقعدة ، بالكسر : هيئة ، كنّى بها عن إمارته [2] . وقيل : قوله ( عليه السلام ) يصف شدّة الأمر وصعوبته [3] . وذو القعدة ، بفتح القاف ، والكسر لُغَةٌ : شهر ، والجميع ذوات القعدة وذوات القعدات ، والتثنية ذواتا القعدة وذواتا القعدتين [4] . وسمّي ذو القعدة لأنّهم كانوا يقعدون فيه عن الغزو ، ورجل قُعْدُ وقُعْدَد ، له موضعان ، يقال : فلان قُعْدد في بني فلان ، إذا كان خاملاً ، ومثله قُعْدُود ، والجمع قعاديد . وورث فلانَ بني فلان بالقُعْدُد ، إذا كان أقربهم نسباً إلى الجدِّ الأكبر [5] .
[ قعس ] وروى محمد بن الفضيل عن العبد الصالح ( عليه السلام ) قال : « لا ينبغي للذي يُدعى إلى شهادة أن يتقاعس عنها » [6] .
التقاعس : هو من تقاعس فلان ، إذا لم ينفّذ ولم يمضِ لما كُلّف [7] . وليلٌ أقعس : كأنّه لا يبرح طولاً ، وقد تقاعس الليل ، كقولك : برك الليل ، قال النابغة :
تَقاعَسَ حتّى قلتُ ليسَ بمنقض * وليس الذي يرعى النجوم بآيب [8] ويقال : جمل مقعنسِس ، إذا امتنع من أن ينقاد [1] . وفي حديث البُراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ، ومعاوية يتبعه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « اللهم العن التّابع والمتبوع ، اللهم عليك بالأقيعس » . قال ابن البُراء لأبيه : مَن الاُقَيْعِس ؟ قال : معاوية . والأقيعس : تصغير الأقعس ، وهو الملتوي العنق ، والقعاس التواء يأخذ في العنق من ريح كأنّما يكسره إلى ما وراءه . والأقعسُ : العزيز الممتنع ، ويقال : عزّ أقعس . والقوعَسُ الغليظ العنق ، الشديد الظّهر من كلِّ شيء . والقعْوسُ : الشيخ الكبير ، والقَعَسُ نقيض الحَدَب ، والفعل ، قَعِس يَقْعَس قعَساً والجمع قعساوات وقُعْس . والقعساءُ من النمل الرّافعة صدرها وذنبها [2] .
ومن هذا الاعتبار جاء كتاب عليّ ( عليه السلام )