يلوذون به [1] . ومن سرِّ وجود عليّ ( عليه السلام ) وضرورته جاءت الاستعارة في حديثه ( عليه السلام ) : « وإنّما أنا قُطْبُ الرَّحَا ، تَدُورَ عَليَّ وأنا بِمَكَانِي ، فإذا فَارَقْتُه اسْتَحَارَ مَدَارُها ، واضْطَرَبَ ثِفِالُها » [2] . وقوله ( عليه السلام ) : « وإنّه لَيْعَلَمُ أنَّ مَحَلّي منها مَحَلُّ القطب مِن الرَّحى » [3] . أراد أنّه ممّن يراعي نظام أُمور الخلق ومجمع أحوالهم المتفرّقة ، كما أنّ القطب يراعي نظام دوران الرحى [4] . ومنه حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « وفي يدها أثر قُطْب الرَّحى » [5] .
[ قطر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ودُرُورِ قَطْرِ السَّحَابِ في مُتَرَاكمها » [6] .
القَطْرُ : قطر الماء وغيره [7] ومنه قَطَر المطرُ ، أي سقط ، وسُمّي لذلك قَطْراً . وتقاطر القومُ ، جاءوا أرسالاً كالقطر ، ومنه قطار الإبل [8] . وهو أن تقطُر الإبلَ بعضها إلى بعض على نسق واحد بأن تشدّ واحداً خلف واحد ، يقال : قطر الإبل يقطرها قطراً وقطّرها [9] ومنه جاء خبر نعيم بن قعنب : قال : أتيت الربذة ألتمس أبا ذر . فإذا أبو ذرّ قد أقبل يقود بعيرين قد قطر أحدهما بذنب الآخر . . الخبر [10] . وفي قول علي ( عليه السلام ) : « ماءُ وَجْهِكَ جَامِد يُقْطِرُهُ السُّؤَال ، فانظرُ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُه » [1] . استعار ( عليه السلام ) لفظ ماء الوجه للحياء ونوره على الوجه الذي يذهب من وجه السائل بسؤاله ، ورشّح بذكر الجمود والتقطير . ويحتمل أن يكون كناية عمّا يعرض من العرق عند خجل السائل بسؤاله واستحيائه [2] . والقُطْر : الجانب والناحية وجمعه أقطار [3] . ومنه وصف عليّ ( عليه السلام ) لمكان الكعبة : « وَضَعَهُ بأوْعَرِ بِقَاعِ الأرْضِ حَجَراً ، وأَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنيا مَدَراً ، وأضْيَقِ بُطُون الأوْدِيَةِ قُطْراً » [4] . وباعتبار تنزّهه تعالى عن صفات المقادير كالأقطار والنهايات قال ( عليه السلام )