وأخرجتها فملأت فاها ، فكأنّ هذه الخطبة تكرر الوعد والوعيد وتردد الأمر والنواهي . والثاني : أن تكون من قصع القملة ، وهو أن يهشمها ويقتلها ، فكأنّ الخطبة هي القاتلة لإبليس والهاشمة له . والثالث : أن يكون من قولهم : قصعت الرجل قصعاً . أي صغرته وحقرته ، فكأنّ هذه الخطبة صغرت كلّ جبّار وكلّ عبد متكبّر وإنْ كان مسلّماً [1] .
وقاصِعاءُ اليَرْبوع وقُصيْعاؤه وقُصَعاؤه وقُصَعَتُه وقُصْعَته : تُراب يَسُدُّ به باب جُحره . وكلُّ سادٍّ شيئاً : مُقَصِّعٌ وقَصَّع فيه وقَصَع ، بالتخفيف أيضاً : دخل . وقصع الجُرحُ بالدمِ والنَّقْبُ بالقوم : امتلأ ، وقصّع في ثوبه تلفَّف . وقصّع أوّل الزرعُ والقومُ : طَلعا . وسيفٌ مِقْصَع : قاطع [2] . يقال : سيفٌ مِقْصَلٌ ومِقْصَعٌ . والقصيعُ : الرَّحى . والقَصْعةُ : الصَّحْفَة الضَّخْمةُ تُشبع العشرة ، والجمع قِصاع وقِصَع [3] .
[ قصف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولَهَبٌ سَاطِعٌ ، وَقَصيفٌ هَائِل » [4] .
القصيف : هشيم الشجر [5] . وريح قاصف : هي التي تقصف ما مرَّت عليه من الشجر والبناء وقصف الرعدُ قصيفاً : صوّت [6] . ورعدٌ قاصفٌ : في صوته تكسُّر . ومنه قيل لصوت المعازِف قَصْفٌ ويُتجوَّزُ به في كلِّ لَهْو [1] . وقال ابن دريد : فأمّا القصف من اللهو فلا أحسبه عربيّا [2] . ومنه جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للشجرة التي أمرها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالوقوف بين يديه : « وجَاءت وَلَها دَوِيٌّ شَديدٌ ، وقَصْفٌ كَقَصْفِ أجْنِحَة الطَّيْرِ ، حَتَّى وَقَفتْ بَيْن يَدَي رَسُولِ اللّه ( صلى الله عليه وآله ) مرفْرِفَةً [3] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( فيُرسل عَليكم قَاصِفاً من الريح ) [4] .
قال الزمخشري : كأنّها تتقصّف ، أي تتكسّر [5] .
[ قصم ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « أمّا بَعْدُ ، فإنّ اللّه لم يَقْصِم جَبَّاري دهر قطُّ إلاّ بعد تمهيل