الحديث قال : هذا قصص [1] . والقُصّة : الخُصلة من الشعر ، وربّما قالوا لناصية الفرس قُصّة [2] .
وفي الحديث : أنه ( صلى الله عليه وآله ) نهى عن تقصيص القبور . التقصيص : هو التجصيص ، وذلك أنّ الجَصّ يقال له « القَصّة » يقال منه : قصصت القبور والبيوت ، إذا جصصتها [3] . وهي لغة حجازية ، ويقال القَصّة والقِصّة والقَصُّ ، وقيل : هي الحجارة من الجَصّ . ومدينةُ مُقصصة : مطلية بالقَصّ [4] . ومنه حديث عائشة حين قالت للنساء : لا تغتسلنَّ عن المحيض حتّى ترين القَصَّة البيضاء . قال أبو عبيد : معناه حتى تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنّها قصّة لا تخالطها صفرة ولا تريّة . وقد قيل : إنّ القصّة شيء كالخيط الأبيض يخرج بعد انقطاع الدم كلّه . وأمّا التريّة فالشيء الخفي اليسير ، وهو أقلّ من الصفرة والكدرة . ولا تكون التريّة إلاّ بعد الاغتسال ، فأمّا ما كان بعد في أيام الحيض فهو حيض وليس بتريّة [5] .
[ قصع ] في الخبر : « خطبهم ( صلى الله عليه وآله ) على راحلته وإنّها لتقصع بِجرَّتها » [6] .
القصعُ : ابتلاعُ جُرَع الماء والجِرِّة [7] .
والقصعُ ضمّك الشيء على الشيء حتّى تقتله أو تهشمه ، ومنه قصع القملة ، ومنه قيل للغلام إذا كان بطيء الشباب : قصيع ، أي مردد الخلق بعضه إلى بعض فليس يطول ، وإنّما قصعُ الجرّة شدّة المضغ وضمِّ بعض الأسنان إلى بعض . والجرّة : ما تجترّه الإبل فتخرجه من أجوافها لتمضغه ثم تردّه في أكراشها بعد الجرّة ، أي بعد أن تجترّه [1] . والمراد في الخبر أنَّ راحلته ( صلى الله عليه وآله ) تمضغها بشدّة [2] . وجاء في الخبر : « أنّه نهى ( صلى الله عليه وآله ) عن قصع الرطبة » . والقصع هو أن تخرجها من قشرها ، يقال : قصعتها أقصعُها قصْعاً [3] . وسمّيت خطبة عليّ ( عليه السلام ) بالخطبة بالقاصعة لأحد الوجوه الثلاثة . أحدها : لأن المواعظ والزواجر فيها مرددةٌ من أوّلها إلى آخرها ، من قولهم : قصعت الناقةُ بجرّتها . أي رددتها إلى جوفها