عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد : « فمن وصف الله سُبحانه فقد قَرَنه ، ومَن قَرَنه فقد ثَنّاه » [1] . والقَرَن ، بالتحريك : الجَعْبةُ من جُلود تكون مشقوقة ثمّ تخرز ، وإنّما تُشَقُّ لتصل الريح إلى الريش فلا يَفْسُد ، قال الشاعر :
يا ابن هشام ، أهلك الناسَ اللّبَن * فكُلُّهم يغدو بقَوْس وقَرَن وقيل : هي الجَعْبَةُ ما كانت . وفي حديث ابن الأكوع : سألتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الصلاة في القَوْس والقَرَن [2] . والمرّ ، بالكسر والفتح : الحبل [3] . ومرائر أقرانها من إضافة الشيء إلى نفسه . وفي الحديث المشهور : « الشمس تطلع بين قَرْني شيطان » ، أي ناحيتي رأسه . قال بعض الشارحين : هو تمثيل لمن يسجُد لها ، فكأنّ الشيطان سوّل له ذلك ، فإذا سجد لها ، كأنّ الشيطان يقترن بها ليكون السجود له [4] . وقد جاء قرن الشيطان في خطبة فاطمة ( عليها السلام ) : « أو نَجَمَ قرنُ الشيطان » [5] . وقد فسّر قرن الشيطان بقوّته [6] . وفي حديث هند في وصفه ( صلى الله عليه وآله ) : « أزجّ الحواجب ، سوابغ في غير قَرَن ، بينهما عِرق يدرّه الغضب » [7] .
القَرَن : التقاء الحاجبين [8] . وسوابغ في غير قرن : معناه أنّ الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف وابيضاض يقال لهما : البلج والبلجة ، يقال : حاجبه أبلج ، إذا كان كذلك ، وإذا اتصل الشعر في وسط الحاجب فهو القرن [1] . وسوابغ : حال من المجرور ، وهو الحواجب ، أي أنّها دقّت في حال سبوغها ، ووضع الحواجب موضع الحاجبَيْن ، لأنّ التثنية جمع [2] . وعرق يدرّه الغضب : أي يمتلئ دَماً إذا غضب كما يتملىء الضَّرع لبناً إذا دَرَّ [3] .
وفي الخبر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعليّ : « يا عليّ إنَّ لك كنزاً في الجنّة وأنت ذو قرنيها ولا تتبع النظرة بالنظرة في الصلاة فإنّ لك الأُولى وليست لك الآخرة » [4] . قال الصدوق : معنى : « إنّ لك كنزاً في الجنّة » يعني مفتاح نعيمها ، وذلك أنّه ( عليه السلام ) قسيم الجنّة ،