القوم قريعهم مثلاً ، كما سمّوا السيّد قَرْماً . وتقارع القومُ ، إذا تساهموا ، والاسم القُرْعة والقارعة : الداهية ، والجمع القوارع [1] . ومنه جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وتَحُلّ معه القَارِعَةُ والنقمةُ » [2] . وباعتبار ضرب الأُذُن بالأصوات قال علي ( عليه السلام ) في التوحيد : « يَقُولُ لِمَن أرَادَ كَوْنَهُ ( كن فيكون ) لا بِصَوْت يَقْرَع ، ولا بندَاء يُسْمَعُ » [3] . وباعتبار تعذّر الخلاص من حبائل المنيّة قال علي ( عليه السلام ) واصفاً حال الناس في الدنيا : « وأوهقتهم بالقوارع ، وضعضعتهم بالنوائب » [4] . ومن المجاز في الضرب كتاب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية : « وأقُسمُ بالله إنّه لَولا بعضُ الاستِبقَاء لوَصَلَت إليك مِنّي قوارع تقرع العظم ، وتهْلِس اللحْمَ ، واعلم أنّ الشيطان قد ثبّطك عن أن تراجع أحسن أمورك » [5] . والقَرْع : حِمْل اليقطين ، الواحدة قَرْعة [6] .
[ قرف ] في حديث سعد بن إسماعيل ، عن أبيه قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل يُقارف الذنب يُصلّى خلفه أم لا ؟ قال : لا [7] .
اقتراف الذنب : من قولهم : اقترف فلان سيئة ، إذا اكتسبها [8] . وأصل القرْف والاقتراف قَشْرُ اللّحاء عن الشّجَر والجِلْدَة عن الجَرْح ، وما يُؤخذ منه قِرْف . واستعير الاقتراف للاكتساب حَسَناً كان أو سُوءً [1] . وكلّ شيء خالطته وواقعته فقد قارفته . ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعائشة : « إنْ كنتِ قارفت ذنباً فتوبي إلى الله » [2] . ومنه قال علي ( عليه السلام ) : « فَاتَّقُوا اللهَ تِقيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَع ، واقْتَرفَ فَاعْتَرفَ » [3] . والمقارفة : الجماع ، وفي حديث عائشة : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليصبح جنباً عن قراف غير احتلام » [4] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) لما بلغه اتهام بني أُميّة له بالمشاركة في دم عثمان : « أولَم يَنْهَ بني أُميّة عِلْمُها بي عن قَرْفي » [5] . القِرْفة : التُّهمة . يقال : قَرفَ عليه