دم المحيض في الثوب ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « قرّصيه بالماء » ، فإنّ هذا بالصاد يقول قطّعيه به ، فكلّ مُقَطع فهو مُقَرّص ، ويقال للمرأة : قد قرّصت العجين ، إذا قطعته ليبسطه . وأمّا قوله « في الشنان » فإنّها الأسقية والقِرَب الخُلقان ، يقال للسقاء : شَنّ ، وللقِربة شَنّة . وإنّما ذكر الشِّنان دون الجُدد لأنّها أشدّ تبريداً [1] .
[ قرض ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الزاهدين : « قَرَضُوا الدنيا قَرْضاً على مِنْهاج المسَيح » [2] .
قرض الدنيا : من قولهم : قرضتُ المكان ، عدلتُ عنه ، وقرضت الوادي ، جُزَتُه [3] . ويقال : مررتُ بالقوم فقرضتهم ذات الشمال أو ذات اليمين ، إذا مررت بهم منحرفاً عنهم [4] . ومن ذلك قوله تعالى عن الشمس : ( وإذا غَرَبت تَقْرِضُهُم ذات الشمال ) [5] .
أي تخلفهم شمالاً [6] . وقرض فلانٌ : مات . وقرضتُ الشّعْرَ نَظمْتُه فهو قريض فعيل بمعنى مفعول ، لأنّه اقتطاعٌ من الكلام . وقارضَه من المال قِرَاضاً ، من باب قاتل ، وهو المضارَبة [7] . وفلان وفلان يتقارضان الثناء ، إذا أثنى كلُّ واحد منهما على صاحبه ، واستقرض طلب القرض ، واقترض : أخذه [8] .
وسُمّي قطع المكان وتجاوزه قَرْضاً ، كما سُمّي قَطْعاً ، وسُمّي ما يُدفع إلى الإنسان من المال بشرط ردّ بدله قرْضاً [1] .
ومنه استعار عليّ ( عليه السلام ) للأعمال الصالحة للإنسان بقوله : « ومَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاه » [2] وقضاء اللّه لعبده الجنّة .
ومن معنى القرض والقطع جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) لأبي ذرٍّ لما أخرِج إلى الربذة : « فلو قبلتَ دنياهم لأحبّوكَ ، ولو قَرَضَتَ مِنها لأمَّنُوك » [3] . ومن بديع الاستعارة قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا حرج إلاّ على رجل اقترض عِرْضَ أخيه بظلم » . والمراد بالاقتراض هاهنا القدْح في العرض والحزّفيه ، والنيل منه ، فهو افتعال من القرض