واحدة ، والاسم : القَرَب ، فهم قارِبون ، ولا يقال : مقربون [1] . والإقراب : الدُّنُوّ . وتقارب الشيئان : تدانيا . وقارب الشيء : داناه [2] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) عن أهل الشام : « وأقرِبْ بقوم مِن الجَهل باللهِ قائِدهُمُ مُعَاوِيَةُ » [3] . أراد ( عليه السلام ) : ما أقربهم ! والتقريب في عدْو الفرس : أن يرجم الأرض بيديه ، وهما ضربان : التقريب الأدنى ، وهو الإرْخاءُ . والتقريب الأعلى ، وهو الثعلبية . والقرْبُ والقُرُب : من لَدُنِ الشاكلةِ إلى مَرَاقِّ البطن ، وقيل : هو الموضع الرقيق أسفل من السُّرَّة [4] . ومن هذا جاء الخبرُ : « خرج عبدُ اللّه ، يعني أبا النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، ذاتَ يوم مُتَقرّباً مُتَخصّراً ، حتّى جلس في البَطْحاء . . . » متقرّباً : أي واضعاً يديه على قُرْبه وخاصرته . والخاصرةُ : ما بين القُصَيري والحُرقفة [5] . وفي حديث المهدي عجل الله فرجه : « يتقارب الزمانُ حتّى تكون السّنة كالشهر » . أراد : يطيب الزمان حتّى لا يُستطال ، وأيام العافية والسرور قصيرة . وقيل : هو كناية عن قصر الأعمار وقلّة البركة [6] . وفي الحديث : « لَعَن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاث . . منها السادّ الطريق المَقْرَبة » [7] . وفُسّر بالطريق المختصرة [8] . وقيل : طريق صغير تنْفُذ إلى طريق كبير [1] . من قولهم : خذ في هذا المقرب [2] . وكتب علي ( عليه السلام ) إلى معاوية : « وإنّك ، والله ، ما عَلِمتُ الأغلفَ القَلْب ، المقارِب العَقل » [3] . المقارِب العقل : الذي ليس بالتمام [4] . مستعار من قولهم : تقاربت إبلُ فلان ، إذا قلّت [5] . ووصفه بقلّة عقله لإيثاره الباطل على الحقّ ، والغدر على الوفاء .
[ قرح ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الراغبين في الله : « أفواههم ضَامِزة ، وقُلوبُهُم قَرِحَةٌ » [6] .