يعني الآكل ، والقادحُ : الصّدْعُ في العُود ، والسواد الذي يظهر في الأسنان . والقديحُ : ما يبقى في أسفل القِدْر فيُغْرَفُ بجهد [1] . والقَدْح : مصدر قدحتُ النار أقدحها قدْحاً من الزّند وغيره [2] . يقال : قدح النارَ من الزّند واقتدحها . ومن المجاز : اقتدح الأمر : تدبّره [3] . واستعاره علي ( عليه السلام ) للرأي والنصيحة بقوله : « ضَنَّ الزّنْدُ بِقَدْحِه » [4] . وقد استعار ( عليه السلام ) منه أيضاً لوساوس الشيطان بقوله : « وأوْرَى في دُنياكم قَدْحاً » [5] . ووجه الشبه بين قدح النار ووساوس إبليس هي النار المستعرة من البغضاء والتحاسد التي تحرق قلوب الناس فتُوجِب نيران الحرب والعداوة . وفي الخبر : « سأل بزيع المؤذن الصادق ( عليه السلام ) فقال له : إنّي أُريد أن أقدح عيني ، فقال ( عليه السلام ) : « افعل » [6] . قدحت العين : إذا أخرجت ما فيها من الماء الفاسد . ومنه : قدحت العظم إذ نقرته بحديدة لتخرج ما فيه من فساد [7] . وقَدَحَ فلان في فلان قدحاً ، من باب نفع : عابه وتنقّصه . ومنه قدح في نسبه وعدالته ، إذا عَيّبه وذكر ما يُؤثّر في انقطاع النسب وردّ الشهادة [8] . والقِدْح : قِدْح السهم ، العود بلا نصل ولا قُذَذ . والقِدْح : الواحد من قداح الميْسر . والقدح : معروف ، اسم يجمع صغار الأقداح وكبارها [9] . ومنها جاء الحديث عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تجعلوني كقدح الراكب ، فإنّ الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء ، اجعلوني في أول الدعاء وفي آخره وفي وسطه » [1] . وفي كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى معاوية : « هَيْهَاتَ لقد حَنّ قِدْحٌ ليس منها ، وطَفِقَ يَحْكُمُ فيها مَنْ عليه الحُكْمُ لها ! » [2] . وأصل قوله ( عليه السلام ) مثل يضُرب لمن يُدخل نفسه بين قوم ليس له أن يَدْخُل بينهم [3] . والقداحُ التي يُضرب بها تكون من نَبْع فربّما ضاع منها قِدح فيُنحتُ على مثاله ، من غرب أو غيره ، آخر بالعجلة ، فإذا أُجيل معها صوّت صوتاً لا يُشبه أصواتها ، فيقال ذلك [4] .