بها الشيب إذا نقب في سواد الشعر [1] . وسُمّي قتيراً لأنّه قُتر ، أي قُدّر ، فعيل بمعنى مفعول [2] . ومنه يُفسّر الحديث : سأله ( صلى الله عليه وآله ) رجل عن امرأة أراد نكاحها ، فقال له : « بقدر أيّ النساء هي ؟ قال : قد رأت القتير ، قال : دعها » [3] . قال الراجز :
من بعد ما لاح بك القتيرُ [4] وجاء في الخبر : كان أبو طلحة يرمي وهو يُقَتّر بين يديه وكان رامياً ، وكان أبو طلحة يشور نفسه ، ويقول له إذا رفع شخصه : هكذا بأبي وأُمّي ! لا يُصيبك سهم ، نَحْري دون نحرك يا رسول الله ! يقتّر : أي يجمع له السهام . قال أبو عمرو : التقتير أن تُدني متاعَك بعضه إلى بعض أو بعض ركابك إلى بعض . ويقال : قتّر بين الشيئين ، أي قارب بينهما .
ويجوز أن يكون من الأقتار ، وهي نِصالُ الأهداف ، أي يسوّيها له ويُهّيئها . ويشور نفسه : أي يسعى ويخفّ ، يظهر بذلك قوّته ، من شُرتُ الدابّة ، إذا أجريتها لتنظر إلى سيرها [5] . والقُتْرة : ناموس الصائد [6] . واقتر الصائد : استتر في القُترة [7] . ومن هذا جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للملائكة : « ومِنْهُم مَنْ هُوَ في خَلْقِ الغمام الدُلَّح ، وفي عِظَم الجِبال الشُّمَّخِ ، وفي قَتْرَةِ الظَّلام الأيْهَمِ » [8] . ذهب إلى معنى الاستتار والخفاء .
[ قتم ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في التحذير من الفتن : « واحْذَروا بوَائِقَ النّقْمَةِ ، وتثبّتوا في قَتَام العِشْوَةِ » [1] .
القَتَام : الغُبار ، وكذلك القَتَم ، وحكى يعقوب فيه القتان ، وهو لغة فيه ، وقد قَتَم يقتمُ قُتوماً ، إذا ضرب إلى السواد . والقاتم : الأحمر ، وقيل : هو الذي فيه حُمرة وغُبرة . وسنة قَتْماء : شاحبة . وقتم وجهه قُتوماً : تغيّر . وأسودُ قاتم وقاتن ; بالنون ، مبالغٌ فيه كحالِك [2] . والعِشْوة ، بكسر العين : ركوب الأمر على غيرِ بيان ووضوح . ويروى « وتبيّنوا في قَتام العشوة » [3] . ومنه جاء الحديث : « احمدوا الله الذي رَفَعَ عَنْكم العَشْوَة » . يريد ظلمة الكُفُر . والعُشوة ، بالضم