أقفال ، وفوقات على لفظ الواحد [1] . وفوّقت السهم تفويقاً ، إذا جعلت الوتر في فُوقه . وفُقتُه أفوقه ، إذا جعلتُ له فُوقاً [2] . وفَوِق السَّهْمُ فوَقاً ، من باب تعب ، انكسر فُوقُه فهو أفْوَقُ ، ويُعدّى بالحركة فيقال : فقتُ السَّهْمَ فوقاً ، من باب قال ، فانفاق : كسرته فانكسر [3] . ومن هذا جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) في ذمِّ أصحابه : « مَنْ رَمَى بِكُم فَقَدْ رَمَى بِأفْوَقَ نَاصِل » [4] . أفوق ناصل : هو مثل للعرب يُضرب للطالب لا يجد ما طلب فيقال : رجع بأفوق ناصل ، أي بسهم منكسر الفوق لا نصل له ، أي رجع بحظٍّ ليس بتمام . ويقال : ما بللت منه بأفوق ناصل ، وهو السهم المنكسر [5] .
[ فوه ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) لما طالبت بفدك : « وفُهْتم بكلمة الإخلاص في نَفر من البيض الخِماص » [6] .
فهمتم بكلمة الإخلاص : أي لفظتم ونطقتم بالتوحيد . ومنه رجل فيِّه ومُفَوَّه ، إذا كان حَسَن الكلام بليغاً في كلامه . كأنّه مأخوذ من ألفوه ، وهو سعة الفم [7] . الخِماص : جمع خَمْصان وخُمصان : الجائع الضامر البطن والأنثى خَمْصانة وخُمصانة . ومنه حديث جابر رأيت بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) خمْصاً شديداً . والحديث الآخر : خِماص البطون خِفاف الظهور . أي أنّهم أعفّة عن أموال الناس ، فهم ضامرو البطون من أكلها خِفاف الظهور من ثقل وزرها [1] .
والبيض : جمع أبيض ، والعرب إذا قالت فلان أبيض . وفلانة بيضاء فالمعنى نقاء العِرْض من الدنس والعيوب ، ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً :
أشمّ أبيض فيّاض يُفكّك عن * أيدي العُناة ، وعن أعناقها الرِّبَقا وهذا كثير في كلامهم ، لا يريدون به بياض اللون ، لكنّهم يريدون المدح بالكرم ونقاء العِرْض من العيوب ، وإذا قالوا : فلان أبيض الوجه وفلانة بيضاء الوجه ، أرادوا نقاء اللون من الكلف والسواد الشائن [2] . ومراد قولها ( عليها السلام ) البيض الخماص النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأهل