ناقة ، جعلوه ظرفاً على السعة . وأفاقت الناقة تُفيق إفاقةً ، أي : اجتمعت الفيقة في ضرعها ، وهي مُفيقة ومُفيق : درّ لبنها ، والجمع مفاويق . وفوّقها أهلُها واستفاقوها : نفّسوا حلبها [1] . ومنه قول الأشتر لعليّ ( عليه السلام ) في صفّين : أنظرني فُوَاق ناقة . أي : أخّرني قَدْرَ ما بين الحلبتين [2] . وفسّر الفرّاء قوله تعالى : ( وما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً مالها من فُواق ) [3] . بأنّه من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البهْمَةُ أمّها ثمّ تركتها حتّى تُنزل شيئاً من اللبن . وقال : قرأها الحسن وأهل المدينة وعاصم « فواق » بالفتح ، وهي لغة جيّدة عالية [4] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) في صفة الملائكة : « اتّخَذُوا ذا العَرْش ذَخِيرةً ليومِ فَاقَتِهم » [5] . الفاقة : الفَقْر والحاجة ، ولا فعل لها . يقال من الفاقة : إنّه لمُفتاق ذو فاقة . أي : محتاج . وافتاق الرجلُ ، أي : افتقر ، ولا يقال : فاق [6] . ومنه شعر سامة بن لُؤَي بن غالب حين خرج من مكة حتّى نزل بعُمان :
إنْ تكن في عُمَان داري ، فإنّي * ماجدٌ ، ما خرجتُ من غير فاقه [7] وقال غيره :
فلا تقتلوني بالقطيعة والجفا * وحنّوا على ضعفي وفقري وفاقتي [8] وفي حديث الرضا ( عليه السلام ) عن عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ من البلاء الفاقة ، وأشدُّ من الفَاقَة مرض البدن ، وأشدّ من مرض البدن مرض القلب » [1] . وكتب عليّ ( عليه السلام ) إلى قثم بن العباس في صرف المال : « مصيباً به مَوَاضِعَ الفَاقَةِ والخَلاَّتِ » [2] . ومواضع الفاقة هنا ليس المراد به مواضع الفقر ، وإنّما أراد أنواع الفقر ووجوهه ، ولذلك أضاف المواضع إليها [3] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) محذّراً من الشيطان : « فَلَعمْري لَقدَ فوَّق لكم سَهْمَ الوَعِيد ، وأغْرَقَ إليكُم بالنَّزْعِ الشَّديد ، ورَمَاكُم مِن مَكان قَريب » [4] . فوق السهم ، وزان قُفل : موضع الوَتَر ، والجمع أفواق مثل