تخوّفت عليه الفوت . قلت : وما الفوت ؟ قال : الموت » [1] . ومنه دعاء السجاد ( عليه السلام ) : « وإنّما يَعْجَل مَنْ يخاف الفوت » [2] . وفي الحديث : « أنّه مرَّ بحائط مائل فأسرع ، فقيل : يا رسول الله ، أسرعتَ المشيَ ، فقال : أخاف موت الفَوات » أي موت الفَجأة [3] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) للاعتبار بالأمم الماضية : « فإذا تفكّرتُم في تفاوتِ حالَيهِم ، فالزَمُوا كلَّ أمر لَزِمَت العِزّةُ به شَأنَهُم ، وزَاحَتِ الأعْداءُ له عَنْهُم ، ومُدَّت العافية به عَلَيهم ، وانقادَت النّعمة لَهُ مَعَهُم » [4] . التفاوت : تفاوت الشيئان ، أي تباعد ما بينهما . تفاوتا ، بضم الواو وفتحها وكسرها ، ثلاث لغات . والتفاوت : الاختلاف والاضطراب [5] . ومنه قوله تعالى : ( مَا تَرى في خَلْقِ الرَّحْمن مِن تَفْاوُت ) [6] . وحقيقة التفاوت : عدم التناسب . كأنّ بعضَ الشيء يفوتُ بعضاً ولا يلائمه . ومنه قولهم : خلق متفاوت ، وفي نقيضه : متناصف [7] .
[ فور ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولا تقَتحِمُوا ما اسْتَقْبَلتُم من فَوْرِ نَار الفِتْنَةِ » [8] .
الفور : شدّة الغَليان ، ويقال ذلك في النار نفسها إذا هاجت وفي القِدْرِ وفي الغضب [9] .
ولفظ النار مستعار لأحوال الفتنة من الحرب والقتل والظلم ، ووجه المشابهة كونها مستلزمة للأذى كالنار [1] .
[ فوق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ بني أُميّة لَيُفوِّقُونَني تُراثَ محمد ( صلى الله عليه وآله ) تَفْويقاً ، واللهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَهُم لأنفُضنَّهُم نَفْضَ اللَّحام الوِذَامَ التَّرِبَةَ » [2] . ويُروى التراب الوذمة ، وهو على القلب .
ليفوقونني : أي : يعطونني من المال قليلاً كفُواق الناقة . وهو الحلبة الواحدة من لبنها . والوذام : جمع وذَمة ، وهي الحزّة من الكرِش أو الكبد تقع في التراب فتنفض [3] . وفُوَاق الناقة وفَواقها : رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها . يقال : لا تنتظره فُواق ناقة ، وأقام فُوَاق