وفطر الشيء : أنشأه ، وفَطر الشيء : بدأه [1] . ومنه قوله تعالى : ( فَطَركُم أوّلَ مَرّة ) [2] . أي خلقكم وأنشأكم [3] . ومن هذا قال ( عليه السلام ) : « انَّ فَاطِر النَّملَةِ هُوَ فَاطِرُ النَّخْلَةِ » [4] . والنشر : خلاف الطي ، وتنشّر الشيء وانتشر : انبسط . وانتشر النهار وغيره : طال وامتدّ [5] . ويعتبرون في صفة الريح النشر إذا كان فيها خيرٌ لا شرّ معه ، كالرياح الملقحات التي ينشرها اللّه ، فتكون سببها الأنوار والأزهار والفواكه والثمار [6] .
وفي حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) حين رأى من يحتجم في شهر رمضان : أفطر الحاجم والمحجوم . قال ابن عبّاس : إنّما أفطرا لأنّهما تسابّا وكذبا في سبّهما على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا للحجامة . قال الصدوق : سمعت بعض المشايخ بنيسابور يذكر في معنى قول الصادق ( عليه السلام ) : « أفطر الحاجم والمحجوم » . أي دخلا بذلك في فطرتي وسُنّتي ، لأنّ الحجامة ممّا أمر ( عليه السلام ) به فاستعمله [7] . وقيل : حان لهما أن يُفْطرا . وقيل : هو على جهة التَّغليظ لهما والدعاء عليهما [8] .
[ فطم ] في حديث الصادق عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل : « سُمّيت فاطمة في الأرض فاطمة لأنها فَطَمت شيعتها من النار وفَطَمت أعداءها عن حبّها » [1] .
الفطم : يقال : فطمتُ الرجلَ عن عادته إذا منعته عنها . ويقال : فطمتُ المرضعُ الرضيعَ فطماً : فصلته عن الرِّضاع فهي فاطِمة ، والصغير فطيم ، والجمع فُطُم [2] . والأصل في الفَطْم القطْع . يقول الرجل للرجل : لأفطمنّك عن كذا ، أي لأقطعنَّ طَمَعك عنه [3] .
والفواطم : فاطمة الزهراء البتول ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم زوج أبي طالب وفاطمة أُمّ أسماء بنت حمزة ، وقيل الثالثة فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ، وأمّا فاطمة المخزومية جدّة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأبيه ، وفاطمة بنت الأصم أم خديجة ( عليها السلام ) فما أدركتا . الوقت الذي قال فيه ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) في بُرْدِ سِيَراء : « اجعله خُمُراً ، أو اقسمه بين الفواطم » [4] .