من آفة الفرْي وخلله . وتفرّى جلدُه : انشقّ . وأفرى أوداجه بالسيف : شقّها . وكلّ ما شقّه فقد أفراه وفرّاه [1] . وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « حتّى يفرّى الليلُ عن صبحه ، وأسفر الحقُّ عن مَحْضه » [2] . تفرّى وانفرى : انشقّ . يقال : أفريت الثوبَ وأفريت الحُلّة ، إذا شققتها وأخرجت ما فيها . وأصل الفري القطع . وتقول العرب : تركته يفري الفَرِيّ . إذا عمل العمل فأجاده . ومنه قولهم للشجاع : ما يفري فَريّه أحد [3] . وجاء في حديث فاطمة ( عليها السلام ) دفاعاً عن حقّها قائلة له : « لقد جئتَ شيئاً فرياً » [4] . فريا : يقال فلان يَفْري الفَرِيّ إذا كان يأتي بالعَجَب في عمله . وروي يَفْري فَرْيه ، بسكون الراء والتخفيف . والفِرْيةُ : الكذب [5] . ومنه قوله تعالى : ( لقد جئتِ شيئاً فَرِيّا ) [6] . أي جئتِ بأمر عظيم كالآتي بالشيء يفتريه [7] . ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وسَمَّوا صِدْقَهُم على الله فِرْيَة » [8] .
[ فزع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن المؤمنين يوم القيامة : « ولا تَنُوبُهُم الأَفْزاعُ » [9] .
الفَزَع : الفَرَق والذُّعْر من الشيء ، وهو في الأصل مصدر ، فَزِع منه وفَزَع فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً ، وأفزعه وفزّعه : أخافه وروّعه . والفَزَع : الإغاثة ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للأنصار : « إنّكم لتكثرون عند الفَزَع وتَقِلّون عند الطمع » . أي تكثرون عند الإغاثة ، وقد يكون التقدير أيضاً : عند فزع الناس إليكم لتُغيثوهم . يقال : فَزِعَ إلى القوم : استغاثهم ، وفَزِعَ القومَ وفَزَعهم فَزْعاً وأفزعهم : أغاثهم [1] . وفي صفة عليّ ( عليه السلام ) : « فإذا فُزِع فُزِع إلى ضَرِس حديد » . أي إذا استُغيث به التُجىء إلى ضَرِس . والتقدير : فإذا فُزع إليه فُزِع إلى ضَرِس ، فحذف الجارُّ واستتر الضمير [2] . ومنه الحديث : « إذا انكسفَ القَمَرُ والشمّسُ فافزعوا إلى مساجدكم » [3] . وضَرِس : أي صعْب العريكة قويّ [4] .