خُبْثُ السَّرَائِرِ » [1] . وباعتبار الفصل قيل لكتاب الله فرقان . وقيل للصبح : فرقان [2] . لأنّه به يفرق بين الليل والنهار ، ويقال : لأنّ الظلمة تتفرّق عنه [3] . وناقة مُفرق ، إذا فارقها ولدها بذبح أو بموت . وفَرق الإنسان يَفرَق فَرقاً ، إذا خاف [4] . ومن هذا جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) أخيار النساء : « إذا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَت من كُلّ شَيء يَعْرَض لهَا » [5] .
[ فره ] عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : استفرهوا ضحاياكم فإنّها مطاياكم على الصراط » [6] .
الفاره : يقال : فرُه الدابّة وغيره يفرُهُ من باب قرُبَ ، وفي لغة من باب قتل ، وهو النّشاطُ والخفّةُ . وفلان أفره من فلان ، أي : أصبحُ بين الفراهة . وجارية فرهاء : أي حسناء [7] . وناقة مُفْرهة : تلد فُرْهاً . قال النابغة :
أعطى لفارهة حلو ترابُعها * من المواهب لا تُعطَى على حسد [8] ومراد الحديث اختيار الدوابّ الفُرْه في الأضاحي وغيرها . وفي الحديث : عن يونس بن يعقوب قال : أرسلت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) : « إنّ أخاً لي اشترى حماماً من المدينة فذهبنا بها إلى مكة فاعتمرنا وأقمنا إلى الحجّ ، ثمّ أخرجنا الحمام معنا من مكّة إلى الكوفة ، هل علينا في ذلك شيء ؟ فقال للرسول : إنّي أظنّهنّ كنّ فَرَهة . قل له : يذبح كلّ طير شاة » [1] .
فَرَهة : بفتحتين ، ويقال للحاذق بين الفروهة والفراهة والفراهية [2] .
[ فرا ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « واللهِ ، إنّ امرءاً يُمَكّن عَدُوّه مِنْ نَفْسه يَعْرُقُ لَحْمَه ، ويَهْشِمُ عَظْمَه ، ويَفْرِي جلْدَه ، لَعَظيمٌ عَجْزُهُ ، ضَعيفٌ ما ضُمّت عليه جَوَانِحُ صَدْرِه » [3] .
الفرْي : يقال : فَرَى الشيء يفريه فَرْياً وفرّاه ، كلاهما : شقّه وأفسده ، وأفراه : أصلحه . وقيل : أمر بإصلاحه ، كأنّه رَفَع عنه ما لحقه