وسُئل ( صلى الله عليه وآله ) عن الفَرَع ، فقال : « دعه حتّى يكون ابن مخاض ، وهو ابن سنة ، وابن لبون ، وهو ابن سنتين ، ثم اذبحه حينئذ فقد طاب لحمه واستمتعت بلبن أمّه سنة ، ولا يشق عليها مفارقته لأنّه قد استغنى عنها وكبر » [1] . وفي الخبر : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفْرَعَ . الفُرْعان : جمع الأفرع ، وهو الوافي الشعر . وقيل : الذي له جُمّة [2] . وهو ضدّ الأصلع [3] . وفارع : حصن بالمدينة [4] . وقيل : هو جبل على يسار الطريق لمريد الحج [5] . وفيه جاء خبر الرضا ( عليه السلام ) لما نظر إليه : « باني فارع وهادمه يُقطّع إرباً إرْباً » [6] . مشيراً إلى جعفر بن يحيى البرمكي الذي قتله الرشيد ، والفرعنة : مشتقّة من فرعون [7] . وقد اعتُبر عرامته فقيل تفرعن فلان ، إذا تعاطى فعل فرعون ، كما يقال : أبلس وتبلّس ، ومنه قيل للطغاة الفراعنة [8] . وفيهم قال عليّ ( عليه السلام ) : « أين الفَرَاعِنَةُ وأبناءُ الفَراعِنَةِ ! أين أصحَابُ مَدَائِنِ الرّسِّ الذين قَتَلوا النّبيّين » [9] . وفي الحديث قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « إيّاكم والكذب المفترع . قيل له : وما الكذب المفترع ؟ قال : أن يحدثك الرجل بالحديث فترويه عن غير الذي حدّثك به » [10] . من قولهم : استفرع القومُ الحديث وافترعوه ، إذا ابتدؤوه ، قال الشاعر يرثي عبيد بن أيوب :
ودلّهتني بالحزن حتّى تركتني * إذا استفرع القومُ الأحاديث ، ساهياً [1] [ فرق ] في حديث الصادق ( عليه السلام ) : « من اتخذ شعراً فلم يفرّقه فرّقه اللهُ بمنشار من نار » [2] .
الفَرْق : يقال : فرقت الشيء فرقاً ، أزلت بعضه من بعض [3] . ومنه يقال : فرقت الماشطة رأسها فرقاً [4] . والفرق يقارب الفَلْق ، لكن الفَلْقُ يقال اعتباراً بالانشقاق والفرق يقال اعتباراً بالانفصال [5] . ومن هذا الاعتبار قال عليّ ( عليه السلام ) : « مَا فَرَّقَ بَيْنَكُم إلاّ